لنا: (الْمشكاة) هندية، و (إستبرق) ، و (سجيل) فارسية، و (قسطاس) رُومِية.
قَوْلهم: (مِمَّا اتّفق فِيهِ اللغتان؛ كالصابون والتنور) - بعيد، ... ... ... ... ...
هَامِش
قلت: ذَاك اخْتِلَاف فِي الْوَضع، وَهَذَا فِي الِاسْتِعْمَال، وَلَيْسَ هَذَا أَيْضا الْمجَاز، بل عَكسه؛ إِذْ المعرب فِيهِ اسْتِعْمَال الْمَعْنى بِغَيْر اللَّفْظ الْمَوْضُوع لَهُ فِي تِلْكَ اللُّغَة، وَالْمجَاز اللَّفْظ لغير الْمَعْنى، وَاعْلَم أَن الْأَعْلَام لَا خلاف فِي وُقُوعهَا.
قَالَ: " لنا: (الْمشكاة) هندية، و (إستبرق) ، و (سجيل) فارسية، و (قسطاس) رُومِية "، وألفاظ أخر وَردت فِي الْقُرْآن؛ جُمْلَتهَا سبع وَعِشْرُونَ لفظا، يجمعها قَوْلنَا: [الْبَسِيط]
(السلسبيل وطه كورت بيع ... روم وطوبى وسجيل وكافور)
(والزنجبيل ومشكاة سرادق مَعَ ... إستبرق، صلوَات سندس طور)
(كَذَا قَرَاطِيس ربانيهم وغساق ... ثمَّ دِينَار والقسطاس مَشْهُور)
(كَذَاك قسورة واليم ناشئة ... وَيُؤْت كِفْلَيْنِ مَذْكُور ومسطور)
(لَهُ مقاليد فردوس يعد كَذَا ... فِيمَا حكى ابْن دُرَيْد مِنْهُ تنور)
الشَّرْح: " قَوْلهم ": هَذِه الْأَلْفَاظ، وَإِن كَانَت فِي غير لُغَة الْعَرَب، لَا يُنَافِي كَونهَا من لُغَة الْعَرَب؛ لجَوَاز أَن يكون " مِمَّا اتّفق فِيهِ اللغتان؛ كالصابون "؛ وَكَذَا " التَّنور " عِنْد غير ابْن دُرَيْد - قَالَ المُصَنّف: إِنَّه " بعيد "، وَهِي دَعْوَى مِنْهُ.
وَهَذَا الشَّافِعِي الَّذِي تفقأت عَنهُ بَيْضَة بني مُضر، قد اقْتضى كَلَامه ذَلِك، وَكفى بِهِ حجَّة،
وَلَقَد أطنب فِي كتاب الرسَالَة فِي التَّغْلِيظ على من يَقُول بالمعرب.