وَاسْتدلَّ: لَو كَانَ نقليا، لما افْتقر إِلَى النّظر فِي العلاقة؛ وَأجِيب بِأَن النّظر للواضع، وَإِن سلم؛ فللاطلاع على الْحِكْمَة.
قَالُوا: لَو لم يكن، لجَاز: " نَخْلَة "؛ لطويل غير إِنْسَان، و " شبكة "؛ للصَّيْد، و " ابْن "؛ للْأَب؛ وَبِالْعَكْسِ؛ وَأجِيب بالمانع ".
قَالُوا: لَو جَازَ، لَكَانَ قِيَاسا أَو اختراعا، وَأجِيب باستقراء أَن ... ... ... ...
هَامِش أهل الْعَرَبيَّة " فِي إِطْلَاقهم؛ " عَلَيْهِ "، لكِنهمْ يستعملون، " وَلَا يتوقفون " على النَّقْل.
وَلَك أَن تَقول: إِنَّمَا لَا يتوقفون على جزئيات النَّوْع الْوَاحِد، وَلَيْسَ مَحل النزاع، أما الْأَنْوَاع، فَلَا نسلم أَنهم لَا يتوقفون.
الشَّرْح: " وَاسْتدلَّ " على عدم اشْتِرَاط النَّقْل؛ بِأَنَّهُ " لَو كَانَ " الْإِطْلَاق " نقليا، لما افْتقر إِلَى النّظر فِي العلاقة " المصححة، وَكَانَ الِاسْتِعْمَال يَكْفِي؛ لَكنا نجتهد فِي اسْتِخْرَاج العلاقة.
" وَأجِيب بِأَن النّظر " إِنَّمَا هُوَ " للواضع "، لَا لنا، " وَإِن سلم " أَنه لنا؛ " فللاطلاع على الْحِكْمَة " فِي الْوَضع، لَا لأجل جَوَاز الْإِطْلَاق.
الشَّرْح: " قَالُوا: لَو لم يكن " الْمجَاز متوقفا على النَّقْل " لجَاز: نَخْلَة؛ لطويل غير إِنْسَان " وَبِالْعَكْسِ؛ للاشتراك فِي الطول الَّذِي هُوَ سَبَب التَّجَوُّز فِي الْإِنْسَان، " وشبكة؛ للصَّيْد "؛ للمجاورة، " وَابْن؛ للْأَب، وَبِالْعَكْسِ "؛ للسَّبَبِيَّة.
" وَأجِيب بالمانع "، أَي: أَن هَذِه الْأَشْيَاء [إِنَّمَا] لم تجز؛ لقِيَام الْمَانِع فِيهَا؛ لخصوصها؛ لَا لعدم الِاكْتِفَاء بالعلاقة.
وَلقَائِل أَن يَقُول: مَا الْمَانِع؟ !
الشَّرْح: " قَالُوا: لَو جَازَ " الْإِطْلَاق بِدُونِ نقل، " لَكَانَ ": إِمَّا " قِيَاسا، أَو اختراعا "؛ لِأَنَّهُ إِثْبَات غير مُصَرح [بِهِ] ؛ وَذَلِكَ إِن كَانَ لجامع بَينه وَبَين مَا صرح بِهِ مُسْتَلْزم للْحكم، فَهُوَ الْقيَاس، وَإِلَّا فالاختراع، واللغة لَا تثبت قِيَاسا؛ كَمَا سَيَأْتِي، إِن شَاءَ الله، وَلَا اختراعا.