ذكره النَّسائي فقال: لا بأس بِهِ. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وأخرج لَهُ أبو داود والنَّسائي.

وأسند أبو عمر الكندي إِلَى ابن قُدَيْد أن يتيماً من مُراد كَانَ فِي ولاية يحيى بن ميمُون وهو على القضاء تَحْتَ حجر رجل من قومه، فبلغ فتظلّم من العريف فلم بنصفه القاضي. فأحضر بيّنة شهدت عند القاضي بأنه مظلون، فلم يقبلهم يحيى بن ميمون فكتب إِلَيْهِ الغلام بأبيات أبي شِمْر:

أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا حَسَّانَ عَنِّي ... بِأَنَّ الْحُكْمَ لَيْسَ عَلَى هَوَاكا

حَكَمْتَ بِبَاطِلٍ لَمْ تَأْتِ حَقّاً ... وَلَمْ يُسْمَعْ بِحُكْمٍ مِثْلٍ ذَاكَا

وَتَزْعُمُ أنَّهُ حَقٌّ وعَدْلٌ ... وَأَزْعُمُ أَنَّهَا لَيْسَتْ كَذَاكَا

أَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ حَقٌّ ... وَأَنَّكَ حِينَ تَحْكُمُ قَدْ يَرَاكَا

فلما قرأ الرقعة أمر بسجنه فبلغ ذَلِكَ هشام بن عبد الملك فكتب إِلَى أمير مصر الوليد بن رِفاعة يأمره بعزله، وَفِي الكتاب: اصرفه مَذْمُوماً مَدْحُوراً. وعيّن للقضاء رجلاً عفيفاً تقيّاً لا تأخذه فِي الله لَومة لائم.

وكان ذَلِكَ فِي سنة أربع عشرة ومائة. ومات فِي آخرها.

أخبرني المحب محمد بن محمد بن مَنيع، أخبرنا عبد الله بن الحسين الأنصاري، أخبرنا محمد بن أبي بكر البلخي عن السِّلَفِيّ، أخبرنا أبو القاسم ابن بَيَان وثلاثة آخرون. قال الأربعة: أخبرنا أبو القاسم بن بِشْرَان، أخبرنا أبو محمد الفَاكِهِي، أخبرنا أبو يحيى بن مَيْسَرَةَ، حدثنا عبد الله بن يزيد المُقْرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، عن حَكيم بن شَريك، عن يحيى بن ميمون الحَضْرَميّ، عن رَبيعة الجُرَشِيّ، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُجالِسُوا أهلَ الْقَدَر ولا تُنَاكِحُوهم) . أخرجه أحمد عن المقرئ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015