قال وأخبرني عمي، حدثنا أبو العيناء، قال: نظر المأمون إِلَى يحيى بن أكثم يلحظ خادماً لَهُ، فلما قام إِلَى المستراح قال للخادم: تَعَرّضْ لَهُ وأخبرني بما يقول لَكَ. وتوجه المأمون وقَعَد يحيى إِلَى أن يجيء. فلما غاب المأمون غمز الخادم يحيى بعينه فقال يحيى (لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنّا مُؤْمِنِينَ) فلما خرج المأمون أخبره فقعد المأمون للوضوء واستدبر يحيى وقال للخادم: قال لَهُ (أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى) الآية.
فقالها لَهُ. ففهم أنها من المأمون فكاد يموت فزعاً، ففرغ المأمون من صلاته ثُمَّ التفت إلينا وهو يقول: متى تَصلحُ الدنيا ويصلح أهلها. البيت.
ومن كلام يحيى بن أكثم قال لَهُ رجل: أصلحَ الله القاضي كم آكُل؟ قال: فَوْقَ الجُوع ودُونَ الشِّبع. قال: فكم أضْحَك؟ قال: حَتَّى يُسفرَ وجهُكَ، ولا يَعلو صوتك. قال: فكم أبكي؟ قال: لا تَمل من البكاء من خشية الله. قال: فكم أُخفي من عَمَلي؟ قال: مَا استطعتَ. قال: فكم أُظْهِر منه قال: مَا يقتدِي بك البَرّ الخيِّر، ويؤمن عَلَيْكَ قول الناس. فقال الرجل: سبحان الله! قولُ قَاطِنٍ، وعَمَلُ ظَاعِنٍ.
يحيى بن الحسن بن علي بن الأشعث: بار قضاء مصر نيابة عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن زَبْر فِي ولايته الثالثة شهرين، وَلَمْ يقدم ابن زبر مصر فِي هَذِهِ الولاية، ثُمَّ صرف يحيى بصرف ابن زبر، وولي الحسين بن أبي زرعة.
يحيى بن عبد المنعم بن حسن جمال الدين شافعي من المائة السابعة.