وفتى أبي ليلى وقَوْلِ قَرِيعِهِمْ ... زُفَرِ القِيَاسِ أَخِي الحَجاجِ الأَنْظَرِ
وَحَطَمْتَ قولَ الشافِعيِّ وصَحْبِهِ ... ومقالة ابن عُلَيَّة لَمْ تُصْحَرِ
أَلْزَمْتَ قولَهم الحضيضَ فلم يجز ... عَرْضَ الحضيضِ فَإِنْ بَدَا لَكَ فَاشْبُرِ
والمالكيةُ بعد ذِكْرٍ شائِعٍ ... أَخْمَلْتَها فَكَأَنَّهَا لَمْ تُذْكَرِ
إِنَّ ابنَ هُرْمُزَ أَوْ ربيعة لا يَرَى ... مَاذَا تقوَّل بالمقال الأَجْوَرِ
كَسَّرْتَه فَهَوَى بِرَأْيِكَ كَسْرَةً ... لَبِثَتْ عَلَى قِدَم المَدَى لَمْ تُجْبَرِ
أَعْطَتْكَ أَلْسِنَةٌ أَتَتْكَ ضَمِيرَها ... وَأَتَتْكَ ألسنةٌ بما لَمْ تُضْمِرِ
وأَطَفْتَ بالأَيّلِيّ يَنْعَق صائِحاً ... فِي كُلِّ مَجْمَعِ مَشْهَدٍ أَوْ مَحْضَرِ
ومحمدُ الحَكَمِيُّ أنت أَطَفْتَهُ ... وأخاه يَنْعَقُ بالصِّياحِ الأَجْهَرِ
كُلٌّ يُنَادِي بالقرآن وخَلْقِه ... فَشَهَرْتَهُم بمقالةٍ لَمْ تُشْهَرِ
لَمْ تَرْضَ أَنْ نَطَقَتْ بِهَا أفواهُهُمْ ... حَتَّى المساجِدُ خَلْفَهُ لَمْ تُنْكِرِ
لما أَرَيْتَهُمُ الرَّدَى مُتَصَوَّراً ... زعموا بأن الله غَيْرُ مُصَوَّرِ
أَحْجَرْتَ يُوسُفَ فِي خِزَانَةِ بَيْتِهِ ... فَطَوَتْه عنك وطَالَمَا لَمْ يحجر
أأخليت من عُمَرِ الزناء مقامه ... وعَمَرْتَ مِنْه مَدَاخِلاً لَمْ تُعْمَرِ
وَكَفَرْنَكَ الأَرْضُونَ حِين سَأَلْتَها ... حَتَّى ابنُ صَالحٍ الْخَبِيثِ الأَكْفَرِ
وَثَوَى ابنُ سَالِمَ خُفْيةً فِي بَيْتِهِ ... ثُمَّ امْتَطَى غَلَسَ الظَّلاَمِ الأَسْتَرِ
فأُتِيَ بِهِ كَفُرَيْجَ أَوْ كَأَبِي النَّدَى ... وَالنَّاسُ بَيْنَ مُهَلِّلٍ وَمُكَبِّرِ
وَكَذَاكَ دَاوُدُ بْنُ حَمّادَ اختَفَى ... بَعْدَ الإِجابَةِ بِالْخَبِيثِ الأَغْدَرِ
أَسَفِي عَلَى شُمْطَانِهِ إِذْ أَفْلَتَتْ ... مِنْ سَائِقٍ يَشْتَالُهَا أَوْ مُجْرِرِ
أَنْ لا أَرَى مَطَراً بنِصْفِهَا ... وَالنِّصْفُ عِنْدَ مُحَلِّقٍ وَمُقَصِّرِ
وَدَعَوْتَ أَصْحَابَ الْوَصَايَا بِالَّذِيقَعَدُوا عَلَيْهِ مِنَ التُّرَاثِ الأَوْفَرِ
فَأَتَاكَ مَنْ خَشِيَ الْعِقَابَ بِمَالِهِ ... وَطَوَى الْوَصِيَّةَ كُلُّ عَوْدٍ مُجْسَرِ
فَجَعَلْتَ أَطْبَاقَ السُّجُونِ بُيُوتَهُمْ ... لا يَأْنَسُونَ بِمُقْبِلٍ أَوْ مُدْبِرِ