هو حَدّ بَيْنَ السرور وبَيْنِي ... كدَّرَ العيش عكْسُه واطرادُهْ

فعليك السلام من ذي اشتياق ... أنت فِي الحشر كنزه وعتادهْ

وبه إِلَيْهِ مخمس يشكو حاله:

ذَرُوا فِي السرى نحو الجناب الممنع ... لذيذ الكرى واجفوا لَهُ كل مَضْجَعِ

وأهدوا إِذَا جئتم إِلَى خير مربع ... تحية مُضْنىً هائم القلب موجعِ

سريع إِلَى داعي الصَّبابة طيِّع

يقوم بأحكام الهوى ويُقيمها ... فكم ليلة قَدْ نازلته همومها

فسامرها حَتَّى تولَّتْ نجومُها ... لَهُ فكرة فيمن يحب نديمها

وَطَرْفٌ إِلَى اللقيا كثير التطلُّعِ

وكم ذاق فِي أحواله طعم محنة ... وكم عارضته من مواقف فتنة

وكم أنّةٍ يأتي بِهَا بعد أنِّةٍ ... تَنِمُّ عَلَى سرٍّ لَهُ فِي أَكِنَّة

وتخبر عن قلب لَهُ متقطع

نعى صَبْرَه شَوْقٌ أقام ملازماً ... وحب يحاشى أن يطيع اللوائما

وجفن ترى أن لا يرى الدهر نائماً ... وعقل ثوى فِي سكرة الحب دائما

وأقسم أنْ لا يَسْتَفِيقَ ولا يَعي

أقام عَلَى بُعد المزار متيماً ... وأبكاه بَرْق بالحجاز تبسما

وشوّقه أحبابه نظرُ الحمى ... دعوه لأمر دونه تقطر الدَّما

فيا وَيحَ نفس الصب مَاذَا لَهُ دُعي

لَهُ عند ذكر المنحني سَفح عَبرة ... وبين الرجا والخوف موقف عبرة

فحيناً يوافيه النعيم بنظرة ... وحيناً ترى فِي قلبه نار حسرة

يجيء إِلَيْهِ الموت من كل مَوْضِعِ

سلامٌ عَلَى صفو الحياة وطيبها ... إِذَا لَمْ تَفُزعَيْني بلقيا حبيبها

وَلَمْ تحظَ من إقباله بنصيبها ... ولا استعطفته عبرتي بصبيبها

ولا وقعت شكواي منه بموقع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015