يقول راجي كَرمِ الله العَلِي ... محمدُ بن دانِيَال المَوْصلٍي
من بَعد حَمْدٍ للعلِّي الحاكم ... غامِرنا بالجُودِ والمَراحم
ثم الصلاةُ بعد تَرتيل اسمه ... على النَّبي الهادي أمين حُكمه
وآله وصَحبه العُدول ... شُهودِ حُجَّة الرِّضَى الرَّسول
فإنني ضَمَّنتُ هذا الشعرَا ... أنباء كُل من تولَّى مِصْرا
من سائر القُضاة والحُكَّام ... مذ ملكتْها دولةُ الإسلام
من لدُنِ ابن العاص أغنى عَمْرَا ... من فَتحْها ثم هلُمَّ جرَّا
لكنِّني اخترتُ الكلام الرَّجَزا ... في حَصرهم إذ كان لفظاً مُوجزا
ليَغْتدي عِقداً من اللآلئ ... يُنْفِسه ذِكْرُ الجَناب العالي
العالمي العامِلي الأوحدى ... بَدْر التَّمام ذي السَّنا محمد
أَعني الكِنَانِيَّ ابن إبراهيما ... السيدَ المُفضَّلَ الكريما
فتى القُضاة وإمام العَصر ... مُفتي الفريقَيْن بأرض مِصر
نظمتُها وسيلةً إليه ... مُعتمداً دون الورَى عليه
لا زال سِتراً مُسبَلاً علينا ... يَبعثُ فَضل رِفْده إلينا
وها أنا بذكر ذاك مُبتدي ... بحمد ذي الحَمد البديع الصَّمد
أولُ مَن وَلى القَضا للحُكم ... قيسٌ فتَى عديٍّ ابن سَهْم
وآل بعده لكَعبِ عَبْسِ ... ثم لعُثمان بغَير لَبْس
ثم وَلِى سُلّيم نَجْل عِتْر ... وبعده السّائب نجلُ عَمرو
ثم وَلِيه عابسُ المُرادِي ... وبعده ابنُ النَّضر في البلاد