وعَلى كَتفيهِ بردة النَّبِي ويمسك بِقَضِيبِهِ وَيقف الغلمان الدارية والخدم الْخَاصَّة والبرانية من خلف السرير وحواليه متقلدين بِالسُّيُوفِ وَفِي أَيْديهم الطبرزينات والدبابيس وَيقوم من وَرَاء السرير وجانبيه خدم صقالبة يَذبُّونَ عَنهُ بالمذاب المقمعة بِالذَّهَب وَالْفِضَّة ويمد فِي وَجهه ستارة ديباج إِذا دخل النَّاس رفعت وَإِذا أُرِيد صرفهم مدت ورتب فِي الدَّار وبحيث يقرب من الْمجْلس خدم بِأَيْدِيهِم قسي البندق يرْمونَ بهَا الْغرْبَان والطيور لِئَلَّا ينعب ناعب أَو يصوت مصوت.

فَأَما العباسيون من أَرْبَاب الْمَرَاتِب فزيهم السوَاد بالأقبية المولدة والخفاف وَلَهُم منَازِل فِي شدّ المناطق وَالسُّيُوف وتقلدها اللَّهُمَّ إِلَّا ان يكون مِنْهُم من قد ارتسم بِالْقضَاءِ فَلهُ ان يلبس الطيلسان وَأما قُضَاة الحضرة وَمن أهل للسواد من قُضَاة الْأَمْصَار والبلاد فبالقمص والطيالسة والدنيات والقراقفات وَقد تركت الدنيات والقراقفات فِي زَمَاننَا وَعدل إِلَى العمائم السود المصقولة وتطرف قوم فلبسوا الْقصب والخز الْأسود وَلَا أرى الْقصب إِلَّا ان يكون بِغَيْر طرز وَأما أَوْلَاد الانصار فبالثياب والعمائم الصفر وَلم يبْق مِنْهُم فِي هَذَا الْعَصْر كَبِير أحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015