اخْفِضْ لَهما من الذل جنَاحا وأرغب إِلَى الله فِي ان يوليهما صلاحا ويلقيهما يَوْم اللِّقَاء تَحِيَّة ونجاحا.
وان دعت الْحَاجة إِلَى ذكر شَيْء يُوَافق اسْم حُرْمَة للسُّلْطَان وَمَا لَا تجوز المواجهة بِهِ أَو تقع الطَّيرَة مِنْهُ أورد ذَاك باسم مستعار وتجنب فِي هَذَا مَا ينبو عَن الْقُلُوب والإسماع كَفعل عبد الْملك بن صَالح وَقد أهْدى إِلَى الرشيد وردا فانه كتب: " قد انفذت إِلَى حَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وردا من بستانه فِي دَاره الَّتِي أسكنها فِي طبق من قضبان " فَلَمَّا قرئَ ذَلِك على الرشيد قَالَ أحد الجلساء: مَا ابرد قَوْله فِي قضبان فَقَالَ الرشيد: انما كنى بِهِ عَن الخيزران الَّذِي هُوَ أسم أُمِّي وَقد ملح فِي الِاسْتِعَارَة وأجمل الْأَدَب فِي هَذِه الْعبارَة فاستملح ذَلِك بعد ان استقبح وَاسْتحْسن بعد ان استهجن وكقول الْفضل بن الرّبيع وَقد سَأَلَهُ الرشيد صلوَات الله عَلَيْهِ عَن شَجَرَة خلاف وَقَالَ لَهُ: مَا هَذِه فَقَالَ: وفَاق