وَلَا يخَاف غائلتي وَلَو رأى بِخِلَاف هَذِه الصُّورَة لكَانَتْ فِي تِلْكَ المخافة المحذورة.
وَمِمَّا يجْرِي فِي ضد هَذِه الطَّرِيقَة مَا حدث بِهِ سِنَان بن ثَابت جدي قَالَ: كَانَ المعتضد بِاللَّه صلوَات الله عَلَيْهِ وَاقِفًا فِي الميدان قبل إفضاء الْخلَافَة إِلَيْهِ وَبَين يَدَيْهِ إِسْمَاعِيل بن بلبل إِذْ عرض عَلَيْهِ مهر عَظِيم الْخلق حِين جلب من الجشر فَأمر إِسْمَاعِيل بعض الراضة بِأَن يسرجه ويلجمه ويركبه فَلَمَّا أسرجه ورام أَن يركبه لم يسْتَطع ذَاك وَلَا أمكنه فَضَحِك إِسْمَاعِيل بِهِ وَكَانَ قَوِيا ايدا وَتقدم ليركب الْمهْر وَقد أمسك لَهُ من كل جَانب فَمَا هُوَ ان وثب على ظَهره حَتَّى اضْطربَ من تَحْتَهُ وشب وَقَامَ على رجلَيْهِ وَكَاد إِسْمَاعِيل يسْقط مِنْهُ وحاول النُّزُول مِنْهُ فَلم يستطعه حَتَّى امسكه جمَاعَة فبذ وخجل عِنْد ذَاك خجلا شَدِيدا واستحيي استحياء كَبِيرا