الْمَرَاتِب الْمَعْمُور فِي ثَلَاثِينَ دَارا مسكونة مِنْهُ بَعْدَمَا أَهله غيب عَنهُ خَمْسَة عشر حَماما فَإِذا كَانَ ذَلِك فِي هَذِه الدّور القليلة وَالْعدة من الْخَواص الْقَرِيبَة فَمَا كَانَت عدَّة خَواص النَّاس فِي أَيَّام المعتضد بِاللَّه رحمت الله عَلَيْهِ من الوزراء وَالْكتاب والحواشي وَالْأَصْحَاب والأمراء والقواد والإشراف والقضاة وَالشُّهُود والتناء والتجار وأولي المروات وَالْأَحْوَال الوافرات لتنقص عَن خمسين ألف انسان إِذا استظهرنا بالاقتصار على ذَاك وَلَا تَخْلُو دَار كل وَاحِد مِنْهُم من حمام على التقليل وَإِلَّا فَفِي دور كثير مِنْهُم الحمامات وَإِذا ثَبت هَذَا القَوْل اطردت بِهِ تِلْكَ الدَّعْوَى وَوَجَب ان يكون قَول المكثر أغلب من قَول المقتصر وَمَعْلُوم أَيْضا ان بَلَدا كَانَت على نهره الَّذِي يخترقه أَعنِي دجلة ثَلَاثَة جسورة لَا يستبعد كَون ساكنيه الْعدة الْمَذْكُورَة.
وَذكر عَليّ بن عِيسَى فِي الْعَمَل الَّذِي عمله لارْتِفَاع المملكة فِي سنة سِتّ وثلثمائة ونعى بِهِ الدُّنْيَا بتقاصر موادها وتناقص أموالها وَاسْتثنى فِيهِ بالحرمين واليمن وبرقة وشهرزور والصامغان وكرمان وخراسان وَكَانَت جملَته معقودة على: