الْعِزّ والْعَلَاء على الإفصاح لَا الإدماج والإيضاح لَا الإدراج وَالتَّحْقِيق لَا الْمِثَال والتخصيص لَا الْإِجْمَال والإعلان لَا المواراة والأفراد لَا الموازاة حَتَّى لَو قيل انه الأول إِذا تميز النَّاس والأوحد إِذا وَقع الْقيَاس وَالسَّابِق إِذا وضع الرِّهَان وَالرَّاجِح إِذا رفع الْمِيزَان الَّذِي رام الأمد ففصل وَرمى الْغَرَض فنصل وَطلب الْغَايَة فَابْتَدَرَهَا وحاول النِّهَايَة فأحرزها لما روعي مُنَازع وَلَا خيف مدافع إِلَّا مَا كَانَ من جَاحد حق لَا يعْتد بقوله وحاسد فضل قد رده الله بغيظه وَلَيْسَ الْإِخْبَار عَن الْموقف الأكرم أدام الله ملكه كالأخبار عَن غَيره إِذْ كَانَ مَا يُورد من أَحَادِيث الماضين عَن رِوَايَات قد تحكمت فِيهَا الآراء الْمُخْتَلفَة وتسلطت عَلَيْهَا الْأَهْوَاء المتشعبة وأحالتها الدهور الْمُتَّصِلَة المتقلبة وحرفتها الْأَسَانِيد المتنقلة فَلَا سَبِيل لنا فِيهَا إِلَى غير التَّقْلِيد وَالتَّسْلِيم اللَّذين لَا يفصلان بَين المعتل والسليم وَمَا يُورد فِيمَا يتَعَلَّق بالحضرة المقدسة أعز الله نصرها مَا يشوبه شكّ أَو يسوء بِهِ ظن أَو يتَطَرَّق عَلَيْهِ رد لاننا نَدْعُو إِلَى أَمر يصدقهُ العيان ويحققه الْبُرْهَان ويصححه الامتحان فشاهده قَائِم وَدَلِيله ثَابت وَمَا كَانَ الله تبَارك اسْمه لينزل رسالاته إِلَّا على من اصْطفى أَو يَجْعَل خِلَافَته إِلَّا فِيمَن ارتضى أَو يستودع أمته إِلَّا الْأمين الوافي أَو يستحفظ مِلَّته إِلَّا القؤوم الْكَافِي لتطرد السِّيرَة العادلة وتبأى الْمصلحَة الشاملة وَيعلم أَنه جلّ وَعز لخلقه حَافظ ولدينه حَائِط ولحكمته مبرم ولمشيئته متمم ذَلِك لطف مِنْهُ وتوفيق وَفضل يؤتيه من يَشَاء انه ذُو فضل عَظِيم وَقد رُوِيَ فِي الْإِخْبَار المأثورة وَالْأَحَادِيث المنقولة من مَوَاقِف الْمُجْتَهدين فِي أَمر الدُّنْيَا وَالدّين مَا إِذا قيس بمواقف الْموقف الْأَشْرَف