أمتع الله أَمِير الْمُؤمنِينَ بهم وحرس عَلَيْهِ الموهبة فيهم مشرفين شرفا أَولا بالتكنية والتلقيب لَهُم وشرفا ثَانِيًا بإجابتهم إِلَى مثل ذَلِك فِي اللائذين المتعلقين بهم رأى ان من أوجب الْحق عِنْده وألزم الْأَمر لَهُ ان يبين عز الدولة أَبَا مَنْصُور بشعار من الْإِكْرَام وميسم من الإعظام لَا يُسَاوِيه فيهمَا مسَاوٍ إِشَارَة إِلَى موقعه اللَّطِيف وَدلَالَة على محلّة المنيف وتمييزا لَهُ عَن الْأَكفاء وإيفاء بِهِ على النظراء إِذْ هُوَ مستبد عَلَيْهِم بأثرة مغاداة مجَالِس أَمِير الْمُؤمنِينَ ومراوحتها والتمكن مِنْهُ فِي أَوْقَات حشدها وخلوتها والإقتدار فِيهَا على تَقْدِيم الرتب وتأخيرها وَإِقْرَار النعم وتخويلها فجدد لَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ مَعَ هَذِه المساعي السوابق والمعالي السوامق الَّتِي يلْزم كل دَان وَقاص وعام وخاص ان يعرف لَهُ حق مَا كرم بِهِ مِنْهَا ويتزحزح لَهُ عَن مقَام الْمُمَاثلَة فِيهَا مزايا ثَلَاثًا أولَاهُنَّ ان شابكه فِي اللحمة كَمَا شَاركهُ فِي النِّعْمَة وناط مَا بَينه وَبَينه بصهر يتَّصل سَببه يَوْم انْقِطَاع الْأَسْبَاب ويستثمر غرسه فِي الْوَلَد والإعقاب فَيكون النَّاشِئ مِنْهُم فِي مُسْتَقْبل الْأَعْمَار ومستأنف الأدوار ضَارِبًا بعرقيه إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِلَيْهِ وَالثَّانيَِة ان أَمر بِالدُّعَاءِ لَهُ فِي المكاتبات عَنهُ بِمَا لم يكْتب بِهِ عَن أَمَام إِلَى ولي لعهد وَلَا مَاتَ بِحَق وَاقِفًا بِهِ فِي ذَلِك على حد سَأَلَ عز الدولة أمتع الله أَمِير الْمُؤمنِينَ بِهِ الْوُقُوف عَلَيْهِ