ونقل الجعبري وغيره إجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع مرسوم المصحف العثماني1.

وفي شرح الطحاوي: "ينبغي لمن أراد كتابة القرآن أن ينظم الكلمات كما هي في مصحف عثمان رضي الله عنه، لإجماع الأمة على ذلك2.

وقال الزمخشري في الكشاف3: في تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} 4: "وقعت اللام في المصحف مفصولة عن "هذا" خارجة عن أوضاع الخط العربي، وخط المصحف سنة لا تغير".

وفي شعب الإيمان للبيهقي5: "من كتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على حروف الهجاء التي كتبوا بها تلك المصاحف، ولا يخالفهم فيها، ولا يغير مما كتبوه شيئا، فإنهم أكثر علما، وأصدق قلبا ولسانا، وأعظم أمانة منا، فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم".

رابعا: أن قواعد الإملاء عرضة للتغيير والتبديل من جيل إلى جيل، ومن بلد إلى بلد، فلو كتب المصحف حسب الرسم القياسي وقواعد الإملاء الحديثة، لأدى ذلك إلى اختلاف المصاحف، ووقوع الناس في الإشكال ذاته، فلا يعرف الشامي القراءة في المصحف المصري، ولا المغربي في المشرقي، وهكذا تعود مشكلة الألفاظ قريبة من المشكلة التي حدثت أيام "عثمان بن عفان" -رضي الله عنه.

على أن إخضاع المصحف للرسم الإملائي ربما يكون مدعاة -من قريب أو بعيد- إلى التغيير في جوهر الألفاظ والكلمات القرآنية من أعداء الإسلام، وسد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015