3- حذف الياء:

ظاهرة حذف الياء كثيرة في القرآن الكريم، سواء أكانت أصلية، أي: من بنية الكلمة مثل {الدَّاعِ} أصلها "الداعي" أم كانت زائده مثل: {فَارْهَبُون} ، {فَاتَّقُون} .

وقد حذفت الياء من المصاحف للتخفيف، وهي لغة مشهورة عند العرب، يقولون: مررت بالقاض، وجاءني القاض، فيحذفون الياء لدلالة الكسرة عليها1. هذا من حيث اللغة.

ومن حيث القراءة: رسمت هكذا لتحتمل قراءة إثبات الياء أو حذفها، فمن القراء من حذفها وصلا ووقفا، ومنهم من أثبتها وصلا ووقفا، وهناك من أثبتها وصلا وحذفها وقفا.

فحجة من حذفها وصلا ووقفا: اتباع الرسم، والاكتفاء بالكسرة للدلالة عليها، وأجرى الوقف مجرى الوصل.

وحجة من أثبتها وصلا ووقفا: أنه أتى بها على الأصل.

أما من أثبتها وصلا، وحذفها وقفا، فحجته: أنه اتبع الأصل في الوصل، واتبع خط المصحف في الوقف، لأن أكثر الخط كتب بما يوافق الوقف والابتداء، فلما لم تثبت الياء في الخط، حذفها في الوقف، إتباعا للرسم2.

جـ- ظاهرة البدل:

البدل في اللغة: العوض. واصطلاحا: جعل حرف مكان حرف آخر.

وصور البدل كثيرة، منها: إبدال الألف ياء، أو واوا، ومنها: إبدال السين صادا، والهاء تاء، والنون ألفا، لعلل وأسرار كثيرة يضيق المقام عن حصرها فلنذكر لها بعض الأمثلة:

1- رسم الألف ياء في بعض الكلمات للدلالة على أن أصلها الياء فتمال عند من مذهبه الإمالة مثل: "رمى، أعطى، استسقى، اهتدى".

2- رسم الألف واوا للدلالة على أن أصلها الواو مثل: "الصلاة" فأصلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015