من اسمها وخبرها كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا, والصابئون كذلك1.

وأنشد سيبويه شاهدًا له:

وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق2

أي: فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك.

ومثله: فإني وقيار بها لغريب.

أي: فإني لغريب وقيار بها كذلك3.

ب- أما قراءة {وَالْمُقِيمِينَ} بالياء, فلها وجه من سنن العربية والتوجيه الإعرابي؛ فهو منصوب على المدح بتقدير: أعني المقيمين؛ وذلك لأن العرب تنصب على المدح عند تكرار العطف والوصف. قال الخرنق:

لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة، وآفة الجزر

النازلون بكل معترك ... والطيبين معاقد الأرز

فنصب الطيبين على المدح، فكأنها قالت: أعني الطيبين4.

قال الشاعر:

إلى الملك القرم، وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم

وذا الرأي حين تغم الأمور ... بذات الصليل، وذات اللجم5

فنصب ذا الرأي على المدح6.

قالوا: والعرب تفعل ذلك في صفة الشيء الواحد ونعته؛ إذا تطاولت بمدح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015