وقرأ أبو عمرو ونافع, ن, و, بل, وعصام, ياش: "فَنِعْمّا" بكسر النون وإسكان العين1، وهذا غير مستقيم عند النحاة؛ لأن فيه جمعًا بين ساكنَين وليس الأول منهما حرف لين، وإنما جاز التقاؤهما عندهم إذا كان الأول منهما حرف لين نحو: "دابّة"2، وشابّة، و"الضالّين"3.

ويشبه أن يكون أبو عمرو سلك في ذلك طريقته في الإخفاء نحو: "بارئكم", فتوهموا أنه أسكن4.

وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: "فَنَعِمَّا" بفتح النون وكسر العين5، وهذا هو الأصل في هذه الكلمة, أعني: "نَعِم" بفتح النون وكسر العين.

وهؤلاء كلهم شدّدوا الميم؛ لأن أصله: نَعِم على ما سبق من الوجوه، و"ما" هي النكرة التي تفيد معنى شيء، وهي في موضع نصب، على التفسير للفاعل المضمر في "نعما" والمعنى: نعم شيئًا هي6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015