فالمعرض عن التوحيد عابد للشيطان مشرك شاء أم أبى. كما في صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي واسمه حيان بن حصين قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على مابعثني عليه رسول الله صلى الله وسلم أن لا أدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته.
وفي الصحيح أيضا عن ثمامة بن شفى الهمداني قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفى صاحب لنا فأمر فضالة بقبره فسوى فقال سمعت رسول الله عليه وسلم يأمر بتسويتها. وقد أمر به وفعله الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون.
قال الشافعي في "الأم" ورأيت الأئمة بمكة يأمرون بهدم مايبنون على القبور. ويؤيد الهدم قوله"ولا قبرا مشرفا إلا سويته" وحديث جابر الذي في صحيح مسلم نهى صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور ولأنها أسست على معصية الرسول لنهيه عن البناء عليها وأمره بتسويتها فبناء أسس على معصية الرسول ومخالفته بناء غير محترم وهو أولى بالهدم من بناء الغاصب قطعاً، وأولى من هدم مسجد الضرار المأمور بهدمه شرعاً إذ المفسدة أعظم حماية للتوحيد والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على أفضل المرسلين سيدنا ونبينا وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.