الدواب التي نهبوها على المسلمين وأكثر بنادقهم وسائر سلاحهم، وقتلوا منهم نحو أربعة أنفار أو زيادة وجنوا على جماعة منهم، وما وسعهم إلَّا الفرار إلى المساجد وإلى محلات قضاء الحاجة، ولولا أنَّ الخليفة بادر بزجر العامّة عند ثوران الفتنة لما تركوا منهم أحدًا فصاروا الآن في ذلة عظيمة، زادهم الله ذلة وقلل عددهم.
وقد كان كثر أتباع صاحب الترجمة من الخاصة والعامة وعملوا باجتهاده أو تظاهروا بذلك وقرأوا عليه كتب الحديث وفيهم جماعة من الأجناد، بل كان الإِمام المهدي يعجبه التظهر بذلك وكذلك وزيره الكبير الفقيه أحمد بن علي النهمي وأميره الكبير ألماس المهدي، وما زال ناشرًا لذلك في الخاصة والعامة غير مبال بما يتوعده به المخالفون له. ووقعت في أثناء ذلك فتن كبار، وقاه الله شرها.
وله مصنفات جليلة حافلة، منها: "سبل السلام" اختصره من "البدر التمام" للمغربي. ومنها: "منحة الغفار" جعلها حاشية على "ضوء النهار" للجلال. ومنها: "العدة" جعلها حاشية على "شرح العمدة" لابن دقيق العيد. ومنها: "شرح الجامع الصغير" للأسيوطي في أربعة مجلدات، شرحه قبل أن يقف على شرح المناوي. ومنها: شرح "التنقيح" في علوم الحديث للسيد الإِمام محمَّد إبراهيم الوزير وسمَّاه "التوضيح". ومنها: "منظومة الكامل" لابن مهران في الأصول وشرحها شرحًا مفيدًا. وله مصنفات غير هذه.
وقد أفرد كثيرًا من المسائل بالتصنيف بما يكون جميعه في مجلدات. وله شعر فصيح منسجم جمعه ولده العلَّامة عبد الله بن محمَّد