الباب الثاني في القهوة

بها تكتسى الكاسات ابهج حلة ... علاها حباب دونه الانجم الزهر

كذائب ياقوت بدرٍ مرصع ... وما ذائباً من قبلها رصع الدر

تروح ارواحاً روائح نشرها ... فكم من هموم قد طوى ذلك النشر

بمنظرها الزاهي تقر نواظر ... ومن نورها الوضاح ينشرح الصدر

اذا دارت الكاسات في مجلس ترى ... كان نفوس الناس من شوقها طير

حقائقه جلت عن الوصف عادة ... تفرد في ادراك آلائها السر

فاكرم بها حازت محاسن بعضها ... يضيق لدى ايضاحه النظم والنثر

ولا تله عنها بكرة وعشية ... فمن نفعها ما لا يحيط به الحصر

وفي رسالة سماع الناي على شرب الشاي

مجالس الانس مهما كان مبلغها ... من السرور فلن تغني عن الناي

كذاك كل فتي تعنيه صحته ... فانه في احتياجات الى الشاي

الباب الثاني

في القهوة

وفيه ستة فصول

القهوة في اصل اللغة من اسماء الخمر يقال سميت بذلك لانها تقهي شاربها عن الطعام اي تذهب بشهوته كما في الصحاح وفي التهذيب اي تشبعه ثم اطلقت على ما يشرب الآن من البن يقلى على النار ثم يدق ويغلى بالماء وتطلق الآن ايضاً على المحال المعدة لشربها من باب تسمية المحل باسم الحال يقول الشيخ محمد العلمي رحمه الله في منظومته في النصائح.

واحذر دخولك للقهوات ان بها ... جل الفواحش مع كذب وغيباث

كم قهوة اصبحت للهو جامعة ... وكم بلايا بها لاهل الديانات

كمحنة شغلتهم عن بيوتهم ... وعن صلاة واوراد وطاعات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015