ثانيا: الربط بين الإسلام والمقررات الدراسية
أ-استخدام العلوم لتثبيت العقيدة:
من ناحية المادة التي يقوم المدرس بتدريسها، عليه- ما أمكنه ذلك- أن يربط بين محتوى المقرر وبين مبادئ الإسلام وأسس عقيدته، فالتعليم وسيلة هامة إلى تثبيت العقيدة وعمارة الكون وعبادة الله، وليس غاية في حد ذاته لمجرد الحصول على شهادات للمباهاة، والتفاخر بها "لا تعلَّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار" رواه ابن ماجة1، {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} 2.
فعلى المدرس أن يعمل على أن تسرى روح الإيمان بالله تعالى في مادة المنهج، وأن ترتبط محتويات المقرر بحياة المسلم وذلك للمساهمة في تكوين العقلية الإسلامية والشخصية المسلمة ... وفيما يلي نعطي بعض الأمثلة:
ا- مدرس التاريخ لا يكتفي إطلاقا بمجرد سرد الأحداث التاريخية وإنما عليه أن يستخلص منها لطلابه أن لله سننا كونية ثابتة تسير عليها الأمم والأفراد كما تسير المجسمات وفق قوانين الحركة {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} 3، وأن تقدم الأمم وتأخرها إنما يتبع هذه القوانين، ومن هذه السنن والقوانين مثلا: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} 4، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ