وإنما يريد- والله أعلم- بالكلام: كلام أهل البدع؛ فإن في عصرهما إنما كان يعرف بالكلام أهل البدع، فأما أهل السنة؛ فقلما كانوا يخوضون في الكلام، حتى اضطروا إليه بعد " (*) [ص:334].
وقال أيضاً صاحب " التبيين ": " وكانوا في القديم إنما يعرفون بالكلام أهل الأهواء، فأما أهل السنة والجماعة؛ فمعوَّلهم فيما يعتقدون الكتاب والسنة " [ص:345].
ويا ليتنا تركنا كتب المتكلمين للخاصة، يستعينون بها في مواطن الجدال مع الخصوم (* * *)، ووضعنا للعامة كتباً في العقائد على أسلوب الكتاب المجيد (* * *)، فيكون من تلك رياضة للعقول وحماية للحق، ومن هذه طهارة للقلوب وهداية للخير، وليس كل الناس بحاجة إلى تلك الرياضة، ولا لهم قدرة على تلك الحماية، ولكن كلهم في حاجة إلى تطهير البواطن ومعرفة الهدى؛ فعمت الحاجة إلى معرفة الشرك ومظاهره، ولهذا عرف جميع الأنبياء بحكم الشرك. قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ