الفصل السادس: في إيراد الحجة على أن الكلام لن يُعرَّى عن حرف وصوت البتة، وأن ما عُرّى عنهما لم يكن كلاماً في الحقيقة وإنما سمي في وقت بذلك تجوزاً واتساعاً وتحقيق جواز وجود الحرف والصوت من غير آلة وأداة وهواء منخرق وبيان قول السلف وإفصاحهم بذكر الحرف والصوت أو ما دل عليهما

...

ويونس بن يزيد1، وشعيب بن أبي "حمزة"2 وهؤلاءكلهم أئمة ولم ينكره واحد منهم.

وقوله: بمثل صوته معناه: أن موسى عليه السلام حسبه مثل صوته في تمكنة من سماعه وثباته عنده ويوضح صحة هذا آخر الحديث فإنه قال: (لو كلمتك يا موسى بكلامي لم تك شيئا ولم تستقم له3) .

وروي عن وهب بن منبه4 أنه قال: لما سمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى أنس بالصوت فقال: (يا رب (أسمع) 5 صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت؟ فقال الله سبحانه: أنا فوقك، وعن يمينك، وعن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015