ولو كان حقيقة الكلام ما يتعلق بالفؤاد دون النطق لكان كل ذي فؤاد ناطقاً متكلماً في حال سكوته، ووجود الآفة به، كالأخرس1 والطفل والنائم.
ولا خلاف بين العقلاء في أن الطفل الرضيع أول (ما) 2 يولد غير متكلم، وأن الأخرس والساكت ليسا بمتكلمين، وكذلك النائم في الغالب3.
وقد دل القرآن على أن القرآن هو النطق، وذلك قوله سبحانه: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} 4. والإنصات عند العرب ترك النطق5، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " رحم الله (من) 6 تكلم فغنم،