عبارة، بأنّه ينقل عنه، خاصة تحت المواد: خوارزم، باشغرد، بلغار، إتل، روس، خزر. وقد أثبت ياقوت قرابة عشرين صفحة من الرّسالة، وترك خمس عشرة صفحة منها، فكأنّه، كما يقول د. الدّهان، نقل ثلثيها وبقي ثلث واحد- على الأقلّ- مجهولا.
هل كان ياقوت الأوّل والوحيد الذي يصرّح جهارا بنقله عن ابن فضلان كما يقول د. الدهان ويتابعه الجميع بعد ذلك؟ كلا. وهنا واحدة من نتائج بحثنا في رسالة ابن فضلان ومن فضائل طبعتنا الحاليّة هذه كما سنرى.
لنعد إلى المستشرقين المهتمّين بتاريخ الروس والبلغار، ولنر إلى أنّ اهتمامهم سنة 1800 قد قادهم إلى نشر ما قاله العرب عن الروس وفيهم الإدريسيّ والمسعوديّ وابن فضلان (عبر ما ينقله ياقوت فحسب لأنّ نسخة مشهد كانت مجهولة) . سنة 1841 جمع المستشرق راسموسن Rasmussen مقاطع من فصول ياقوت المنقولة عن ابن فضلان وترجمها إلى الروسيّة، ونقلها عنه إلى الإنكليزية نيكلسون بعد أربع سنوات. سنة 1819 جمع المستشرق الألمانيّ فرين Fraehn مخطوطات ياقوت ليستخرج منها ما نقله الأخير عن ابن فضلان ونشرها تباعا منذ سنة 1822. سنة 1863 نشر وستنفلد دراسة بالألمانية عن الرحلات عند ياقوت وفيها رحة ابن فضلان، وكان يجمع مخطوطات ياقوت من أجل نشر معجم البلدان. وفي سنة 1899 نشر فستبرغ Festberg دراسة كذلك عن ابن فضلان. وفي سنة 1902 نشر المستشرق فون روزن Rosen مقالا بالروسيّة عن ابن فضلان كذلك. سنة 1911 كتب المستشرق التشيكيّ دفورجاك عز وجلvorak دراسة عن رحلة ابن فضلان نشرها في براغ، وبعد عامين نشر برتولد رضي الله عنهarthold بالروسيّة دراسة عن موضوع الرحلات إلى روسية عند العرب.
كان ابن فضلان (المنقول عبر ياقوت الحمويّ) في صلب اهتمامات هؤلاء المستشرقين. وكان ياقوت إذن حلقة وصل وتعريف بالرجل قبل اكتشاف مخطوطة مشهد انفة الذّكر.
وياقوت الحمويّ (ولد عام 1178 م- توفي عام 1228 م) هو أديب ومؤلف موسوعات، ولد في مدينة حماة السوريّة. اشتهر بكتابه «إرشاد الأريب إلى معرفة