المواضع التي ظاهرها الكثرة تكون موازنة للمواضع التي تقع فيها للقلة.

ففي اتفاق جميع ما ذكرناه على أن أطلقوا أن (رب) للتقليل و (كم) للتكثير دليل على أن لهم في ذلك غرضا ينبغي أن يعلم ويوقف عليه، وكذلك قول سيبويه: "إن (كم) معناها كمعنى رب لا دليل فيه على أنها عنده للتكثير من ثلاثة أوجه:

أحدها: أن سيبويه لم ينازع غيره في قولهم: إن (رب) للتقليل، و (كم) للتكثير.

والثاني: أن سيبويه إذا تكلم في الشواذ في كتابه فمن عادته في كثير منها أن يقول:

"ورب شيء هكذا؛ يريد أنه قليل نادر، كقوله في باب (ما) وقد أنشد بيت الفرزدق:

(فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريس وإذ ما مثلهم بشر)

"وهذا لا يكاد يعرف، كما أن (لات حين مناص) [ص 38: 3] كذلك، ورب شيء هكذا، وهو كقول بعضهم: هذه ملحقة جديدة، في القلة". فكيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015