فهذا الباب لا يفهمه إلا من علم مذاهب القائلين بالتناسخ، وقولهم: إنه أربعة أنواع: نسوخ ومسوخ وفسوخ ورسوخ، وله أيضا أشعار في مناقضة الأشعري لم نر لذكرها وجها، ولأجل هذا صار شعر هذا الرجل ديوان علوم، من حديث وقديم، وإنما تكلفنا شرحه لما رأينا الناس يخبطون فيه العشواء، ويفسرونه بغير الأغراض التي أراد والأنحاء.
ولو استقبلنا من الرأي فيه ما استدبرناه لما تعرضنا للكلام في شعره ولا شرحناه، لقبح ذكره، ولما نعى علينا نت تفسير شعره، ولكن سبق السيف العدل، وخلق الإنسان من عجل، ولو تكلف غيرنا من شرحه ما تكلفناه لقصر عن مدانا الذي بلغناه، ولأكثر تصحيفه وتحريفه، ولم يبلغ مدنا فيه ولا نصيفه، ونحن نستعيذ بالله من الزلل، ونسأله التوفيق لصالح العمل، إنه المرجو والمؤمل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
[كمل الجزء والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي الكريم وعلى آله وذريته أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين].