يخلو من أحد ثلاثة أوجه: إما أن يكون منصوبًا على المد والتعظيم، وإما أن يكون منصوبًا على الحال، وإما أن يكون منصوبًا على النعت لـ (إله) المنصوب بالتبرئة.
فأما نصبه على المدح والتعظيم فواضح يغني وضوحه عن القول فيه، وأما نصبه على الصفة لـ (إله) فإن ذلك خطأ؛ لأن المراد بالنفي ههنا العموم والاستغراق، فإذا جعلت (قائمًا) صفة لـ (إله) صار التقدير: لا إله قائمًا بالقسط إلا هو، فرجع النفي خصوصًا، وزال ما فيه من العموم، وجاز أن يكون ثمة إله آخر غير قائم بالقسط، كما أنك إذا قلت: لا رجل ظريفًا في الدار إلا زيد، فإنما نفيت الرجال الظرفاء خاصة، وجاز أن يكون هناك رجل آخر غير ظريف، وهذا كفر صريح، نعوذ بالله منه.