تعادني فربما ندمت. وهذا موضع ينبغي أن يكثر فيه الندامة وليس بموضع تقليل، وإنما تأويله أن الندامة على هذا لو كانت قليلة لوجب أن يتجنب ما يؤدي إليها، فكيف وهي كثيرة؟ فصار لفظ التقليل ههنا أبلغ من التصريح بلفظ التكثير. وعلى هذا تأول النحويون قول الله تعالى: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر 2: 15]. وعلى نحو هذا أيضا يتأول أيضاً قول امرئ القيس: ألا رب يوم لك منهن صالح. وقول أبي كبير الهذلي: رب هيضل لجب لقيت بهيضل. إن استعارة لفظة التقليل ههنا إشارة إلى أن قليل هذا فيه فخر لقائله فكيف كثيره؟ ! وأما قول أبي عطاء السندي في رثائه عمرو بن هبيرة الفزاري: