صلى الله عليه وسلّم: «من حلف بغير الله تعالى فقد أشرك» «1» .
ومن الإشراك قول القائل لأحد من الناس: ما شاء الله وشئت، كما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلّم أنه قال له رجل: ما شاء الله وشئت. فقال صلى الله عليه وسلّم: «اجعلتنى لله ندا، قل ما شاء الله وحده» «2» . هذا مع أن الله وحده سبحانه قد أثبت للعبد مشيئة، كقوله تعالى: لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ
«3» فكيف بمن يقول: أنا متوكل على الله وعليك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لى إلا الله وأنت، وهذا من الله ومنك، وهذا من بركات الله وبركاتك، والله لى في السماء وأنت لى في الأرض.
فوازن بين هذه الألفاظ الصادرة من غالب الناس اليوم وبين ما نهى الله عنه من:
شاء الله وشئت، ثم انظر أيها أفحش يتبين لك أن قائلها أولى [بالبعد] من إِيَّاكَ نَعْبُدُ
، وبالجواب من النبى صلى الله عليه وسلّم للقائل لتلك الكلمة وأنه إذا كان قد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ندا، فهذا قد جعل من لا يدانيه ندا. وبالجملة فالعبادة المذكورة في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وبالجواب من النبى صلى الله عليه وسلّم هى السجود والتوكل والإنابة والتقوى والخشية والتوبة والنذور والحلف والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وحلق الرأس «4» خضوعا وتعبدا، والدعاء، كل ذلك محض حق لله تعالى.
وفي مسند أحمد أن رجلا أتى به النبى صلى الله عليه وسلّم قد أذنب ذنبا، فلما وقف بين يديه قال: «اللهم إنى أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد. فقال صلى الله عليه وسلّم: عرف الحق لأهله» «5» وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الأسود بن سريع وقال: حديث صحيح.