ولا نهى ولا نفوذ كلمة. وكما أن بنى إسرائيل قوم موسى عليه السلام قطعهم الله فى الأرض، إنما كذلك قريش قوم رسول الله صلى الله عليه وسلّم تفرقوا في أقطار الأرض وصاروا رعية ورعايا ليس لهم ملك ولا دولة. وكما أن أنساب بنى إسرائيل جهلت بأسرها إلا بعض بنى يهوذا، فإن نسبهم متصل بداود عليه السلام، كذلك قريش جهلت فى هذه الأيام أنساب جميع بطونها إلا ما كان من بنى حسن وحسين، فإن أنساب كثير منهم متصلة إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه. فانظر- أعزك الله- كيف تشابه أمر هذه الأمة المحمدية بأمر الأمة الموسوية، وقد أنذر بذلك رسول الله، وكان هذا من أعلام نبوته لما بينته في كتاب «إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأخوال والحفدة والمتاع صلى الله عليه وسلّم» .
(فصل:) ثبت في غير موضع من الصحيحين وغيرهما من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
«لاتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن» هذا لفظ مسلم، ولفظ البخارى «لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذارع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن» هذا لفظ مسلم، ولفظ البخارى «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ... » الحديث «1» بمثله.
وفي لفظ له: لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟. قال:
فمن؟. ولبقىّ بن مخلد «2» من حديث أبى سلمة عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلّم قال: «لتتبعن سنن من كان من قبلكم باعا بباع وذراعا بذارع وشبرا بشبر حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم معهم. قالوا: يا رسول الله، اليهود