حسن، ولهذا السر جعل صلى الله عليه وسلّم الخلافة العامة في قريش ولم يخص بها أهل بيته ولا بنى هاشم حتى لا يتخيل أنه ملك متوارث والله أعلم.
وقد ظهر لى أن ولاية رسول الله صلى الله عليه وسلّم لبنى أمية الأعمال كانت إشارة منه صلى الله عليه وسلّم أن الأمر سيصير إليهم، ولى بحمد الله في هذا النحو خير سلف وأجل قدوة.
منهم: سعيد بن المسيب رحمه الله، قد ثبت في الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه في حديث جلوس رسول الله صلى الله عليه وسلّم على بئر أريس «1» ودخول أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وجلوسهما عن يمينه وشماله معه صلى الله عليه وسلّم في القف، ودخول عثمان بن عفان رضى الله عنه وجلوسه تجاههم «2» من الشق الآخر، وإن سعيد بن المسيب قال: فتأولت ذلك قبورهم، اجتمعت هاهنا وانفرد قبر عثمان رضى الله عنه «3» .
وثبت من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نحر في حجته التى يقال لها: حجة الوداع ثلاثا وستين بدنة «4» «5» فكان في نحره هذا العدد من البدن إشارة إلى أن مدة حياته صلى الله عليه وسلّم ثلاث وستون سنة.
وثبت من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:
«إن أحقّ الناس علىّ في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا، ألا خلّة الإسلام، لا تبقين خوخة في المسجد إلا خوخة أبى بكر» «6» .
فكان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بإبقاء خوخة أبى بكر رضى الله عنه في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك، إشارة ودليل على خلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأن ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلّم تنبيه للناس إلى المسجد كما كان يصير إمام المسلمين ويخرج