رسائل المقريزي (صفحة 291)

يعسوب الكفار» «1» ، وفي رواية: «والمال يعسوب الظلمة» «2» ، وفي رواية:

«والمال يعسوب المنافقين» «3» . ومعنى يعسوب المؤمنين: أى كبير المؤمنين الذين يلوذون بك، وإليك ينقادون «4» والكفار والظّلمة والمنافقون إنما يلوذون بالمال كما تلوذ النحل بيعسوبها؛ ولذلك قالوا: «علىّ أمير النحل» وقد اختلف في قوله تعالى: فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ

هل هو على عمومه، أم لا؟ فذهب قوم إلى أنّه عام في كل حال، ولكل أحد؛ فعن عبد الله بن عمر- رضى الله عنهما- أنه كان لا يشكو قرحة ولا شيئا إلّا جعل عليه عسلا، حتى الدمّل إذا خرج به طلى عليه عسلا «5» .

وعن أبى وجرة عوف بن مالك «6» بن أبى عوف الأشجعى أنّه كان يكتحل بالعسل، ويداوى به كلّ سقم. ومرض عوف بن مالك هذا، فقيل له: «ألا نعالجك؟» فقال: «ايتونى بماء» فإن الله تعالى يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015