رسائل المقريزي (صفحة 244)

قال القرطبى: أى أبرارا مع الأنبياء أى في جملتهم «1» وقال ابن عطية «2» فى المعنى: توفنا معهم في كل أحكامهم وأفعالهم «3» ، وقال أبو حيان «4» : وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ

جمع برر، على وزن فعل، كصلف، أو جمع بارر على وزن فاعل كضارب، وأدغمت الراء فيهما في الراء، وهم الطائعون لله، وقيل: هم هنا الذين برّوا الآباء والأبناء، و «مع» هنا مجاز عن الصحبة الزمانية إلى الصحبة في الوصف. أى: توفنا أبرارا معدودين في عمل الأبرار، والمعنى: اجعلنا ممن توفيتهم طائعين لك، وقيل: المعنى: احشرنا معهم في الجنة.

فقد تبين من كتاب الله تعالى أن طلب خاتمة الخير- وهو الوفاة على الإسلام- من سنن المرسلين، وشعار المؤمنين، فقد ورد عن بعضهم: كان آخر ما تكلم به أبو بكر الصديق رضى الله عنه: تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

، وأما أصل ذلك من السنة، فقد خرّج البخارى ومسلم من حديث قتيبة «5» بن سعيد قال: ثنا يعقوب «6» يعنى ابن عبد الرحمن القارى، عن أبى حازم «7» عن سهل «8» بن سعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015