طاعته ودفعوا إليه زكاة أموالهم وعاد مؤيدا ظافرا.
ثم بعث حرب جوش إلى بلاد بالى في عشرين فارسا، فلقى أمحرة وهم في عدد عظيم لم يجتمعوا فيما مضى مثله، فقاتلهم أشد قتال فانتصر عليهم وعاد، فجمع الحطى عساكر كثيرة جدا ونزل حذاءه فسار إليهم جمال الدين وحاربهم وعاد منصورا، وتوجه من أمحرة إلى نجرة وقد استطال الحطى وجمع عليه نحو مائة أمير وعزم على الا يبقى بالحبشة مسلما، فلقيه جمال الدين في خمسمائة فارس وقد جمع الحطى من الفرسان ما لا يحصى كثرة، فكانت بين الفريقين وقعة عظيمة، فقتل الله أمحرة وهزم باقيهم، وركب جمال الدين أقفيتهم وهو يتبعهم ثلاثة أيام وهو يقتل ويأسر حتى امتلأت الأرض بالقتلى وحرق الكنائس والبيوت وسبى النساء والأولاد، وغنم الأموال حتى بلغت عدة الخيول الملبّسة «1» التى غنمها زيادة على مائة فرس.
وأما الخيول العراة فلا تحصى لكثرتها وأقام في هذه الغزوة «2» ثلاثة أشهر وبعث حرب جوش إلى بالى فقتل وأسر وسبى ما لا ينحصر، وغنم غنائم عظيمة حتى صار يعطى لكل فقير ثلاثة رؤوس من الرقيق، ومن كثرتهم أبيع الرأس من الرقيق بربطة ورق وبخاتم واحد ورجع منصورا غانما، فسار جمال الدين بنفسه لغزو أمحرة فى جمع عظيم لم يجتمع في إيابه مثله ومعه ألف فارس وهو يقتل ويأسر ويسبى ويغنم والحطى بجموعه هارب منه وهو في طلبهم يتبعهم خمسة أشهر حتى وصل إليه، فلم يقابله الحطى وهرب منه إلى رأس بحر النيل.
فعاد جمال الدين بغنائم لا تحد ولا تعد، ثم بعث أخاه أحمد والأمير حرب جوش إلى دوارو فأوقعا بأمحرة وقائع عديدة وأسرا منهم ثلاثة أمراء، وغنما ستين فرسا وغنائم كثيرة وعاد بأعز نصر، ثم صار جمال الدين بنفسه يقتل ويأسر مسافة عشرين يوما فتفرقت أمحرة في ثلاثة مواضع، تريد أن تأخذ بلاد جمال الدين وعياله فعاد راجعا يريد لقاءهم، وقطع مسافة عشرين يوما في سبعة أيام ثم لقيهم ببلاد تسمى هواى، وقد تعب هو وأصحابه تعبا شديدا كثيرا والعدو مستريح فكانت بينهم وقعة عظيمة ومن كثرة الجموع وشدة القتال، اختلط الناس فما كان أحد