وقال العلامة نجم الدين سليمان بن عبد القوى بن عبد الكريم الطوفى «1» فى كتاب «الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية» قوله عز وجل: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
احتج بها الشيعة على أن أهل البيت معصومون، ثم على أن إجماعهم حجة، وكل من كان كذلك فهو معصوم.
أما الأولى: فلنص هذه الآية.
وأما الثانية: فلأن الرجس اسم جامع لكل شر ونقص، والخطأ وعدم العصمة بالجملة شر ونقص، فيكون ذلك مندرجا تحت عموم الرجس الذاهب عنهم، فتكون الإصابة في القول والفعل والاعتقاد، والعصمة بالجملة ثابتة لهم، وأيضا فلأن الله عز وجل طهرهم، وأكد تطهيرهم بالمصدر حيث قال: وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
أى ويطهركم من الرجس وغيره تطهيرا؛ إذ هى تقتضى عموم تطهيرهم من كل ما ينبغى التطهر منه عرفا أو عقلا، أو شرعا؛ والخطأ وعدم العصمة داخل تحت ذلك، فيكونون مطهرين منه، ويلزم من ذلك عموم إصابتهم وعصمتهم.
ثم أكدوا دليل عصمتهم من الكتاب والسنة في علىّ رضى الله عنه وحده، وفي فاطمة عليها السلام وحدها، وفي جميعهم. أما دليل العصمة في على رضى الله عنه [فلما] «2» ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلّم لما أرسله إلى اليمن قاضيا قال: يا رسول الله، كيف تبعثنى قاضيا ولا علم لى بالقضاء؟ قال: [اذهب] «3» فإن الله سيهدى قلبك، ويسدد لسانك، ثم ضرب صدره وقال: «اللهم اهد قلبه وسدد لسانه» . قالوا:
قد دعا له بهداية القلب [وسداد] «4» اللسان، وأخبره بأن سيكونان له، ودعاؤه مستجاب، وخبره حق وصدق، ونحن لا نعنى بالهداية إلا هداية القلب، ونطق اللسان بالصدق، فمن كان عنده للعصمة معنى غير هذا أو ما يلازمه فليذكره.
وأما دليل العصمة في جميعهم، أعنى في فاطمة رضى الله عنها، فقوله صلى الله عليه وسلّم