ما أسند إليه الفعل وما وقع عليه وما لابسه لا شأن له عندكم في كونه حقاً أو باطلا، أو فضيلة أو رذيلة.
وما قلتموه في الصحبة يجري مثله في الهجرة، فإنه ثبت في الحديث الصحيح - كما هو ثابت في الواقع - أن الهجرة قد تكون إلى الله ورسوله، وقد تكون لأجل منفعة دنيوية أو امرأة يريد المهاجر أن يتزوجها.
وإذا كان كل منهما يسمى هجرة فالمهاجرون عندكم سواء في أنه لا فضيلة لهم ولا أجر عند الله تعالى، خلافاً لنصوص القرآن.
(ثانيهما) : أن الإيمان بالله تعالى والعبادة الخالصة له لا يعدان عندكم من الفضائل، لأنهما مشتركان في الاسم مع الإيمان بالجبت والطاغوت، وعبادة الشيطان والأوثان، فقد قال الله تعالى {ألم ترى إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} الآية.
وقال {بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون} وقال {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} وقال {ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم} .
وإذا نحن انتقلنا إلى طبيعة الصحبة، وما فيها من العلم