الله تعالى أيد رسوله صلى الله عليه وسلم بنصره وبهم في جملتهم لا بعلي وحده، كرم الله وجوههم ووجهه، كما قال عز وجل {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم} الآية.
وإن الذين ثبتوا معه صلى الله عليه وسلم في بدر، وهم أذلة جائعون، حفاة راجلون، قليل مستضعفون فنصرهم الله على صناديد قريش وفرسانها الذين هم ثلاثة أضعافهم ما كانوا ليجبنوا عن قتال هوازن وهم على النسبة العكسية من مشركي بدر معهم، ولكن الله تعالى ابتلاهم بما تقدم ذكره مع بيان سببه تمحيصاً ليزدادوا إيمانا به وبعنايته برسوله صلى الله عليه وسلم وتأييده بنصره، ولا يغتروا بالكثرة وحدها.
ولو أقسم مقسم بالله تعالى على خلاف ما أقسم عليه هذا الشيعي الذي ملك عليه الغلو أمره، وسلب التعصب عقله، فقال:
والله الذي لا إله غيره إن الله تعالى ما بعث محمداً خاتماً للنبيين، ومكملاً للدين، ورحمة للعالمين، إلا وهو قد كَفَلَ نَصْرَه على أعدائه الكافرين، وعِصْمَتَه من اغتيال المغتالين، بفضله وحده لا بفضل علي ولا غيره.
وأنه لو لم يخلق على بن أبي طالب، أو لم