في مدة إقامته في كل يوم دينارًا ومخفقة طعام، فلم يقبل من ذلك شيئًا، وأرسل له السلطان بقجة قماش فَردَّها.
قال: ثم حضر عنده شيخنا أبو حيان فقال: ما رأت عيناي مثل هذا الرجل، ثم مدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديهة وأنشده إياها:
لما أتانا تقي الدين لاح لنا ... داع إلى الله فردٌ ما له وزر
على محياه من سيما الألى صحبوا ... خير البرية نور دونه القمر
حَبرٌ تسربل منه دهره حِبرًا ... بحر تقاذفُ من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... مقام سيد تميم إذ مضت مضر
وأظهر الحق إذ آثاره اندرست ... وأخمد الشر إذ طارت له شرر
يا من يحدث عن علم الكتاب أصخ ... هذا الإمام الذي قد كان ينتظر (?)
قال: ثم دار بينهما كلام فجرى ذكر سيبويه فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه، فناظره أبو حيان وقطعه بسببه، ثم عاد ذاما له، وصير ذلك ذنبًا لا يغفر.