اراك بقية من قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعام
فاذا كان كثير التكلف والبذخ قالوا فلان يكثر الزعفران يشبهونه بالقدر المتكلف لها فاذا كان جميل المنظر ولا طائل عنده قالوا فلان فلوذج السوق قال الحجاج
وكما صديق يروق عيني ... في قالب الحسن واللباقة
ليس له في الجميل رأي ... ولا يفعل الجميل طاقة
كانه في القميص يمشي ... فلوذج السوق في رقاقة
" فاذا " كان الردئ الخط قالوا فلان خطه خط الملائكة لان اجود الخط ابينه وارداه على الضد وخط الملائكة غير واضح للناس " وسمعت " ابا القاسم بن الحسن الطراني الفقيه يقول سمعت ابا محمد يحيى بن محمد العلوي يقول انما قيل ذلك لان اردأ الخط الرقم وخط الملائكة رقم كما قال الله تعالى كتاب مرقوم يشهده المقربون " فاذا كان " لقيطا لا يعرف له اب قالوا هو من تربية القاضي ومن موالي النبي صلى الله عليه وسلم لان القاضي يأمر بتربية اللقطاء والانفاق عليهم من اللقط على اعمال البر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انا مولى من لا مولى له وهذا المعني اراد ابا نواس بقوله
وجدنا الفضل اكرم من رقاش ... لان الفضل مولاه الرسول
ويحكى ان رجلاً يتهم بالدعوة قال لابي عبيدة لما اتهم بكتاب المثالب أتسب العرب جميعاً قال وما يضرك أنت من ذلك يعني انه ليس منهم " فاذا " ادعى النسب في هاشم وهو دعى قالوا هو ابن عم النبي من الدلدل وهي بغلته اي قرابة ما بينهما كقرابة ما بين النبي وبين البغل وفي ذلك يقول ابو سعد دوست
فديتك ما أنت من هاشم ... وما أنت من احمد المرسل
فان قلت أني ابن عم النبي ... فانت ابن عم من الدلدل
واملح ما سمعت في الكناية عن الدعوة وكذب النسبة قول ابي الفتح كشاجم
شيخ لنا من مشايخ الكوفة ... نسبته في العراق موصوفة
اي مزورة لان المزورة موصوفة للعليل " فاذا كان " ملحدا قالوا فلان حر وهو من الاحرار يكنون عن انه خارج عن ربقة الشريعة " وربما " كنوا بالخراط اذ يقال لكلاب مكة الخراطة لان تخرط قلائدها وغدرها فكان الملحد بلا دين كما ان كلاب مكة بلا غدر " ولابي " دلف الخزرجي قصيدة في مناكاة بني ساسان ووصف طبقاتهم وفيها في ذكر ملحديهم
رجال فطنوا للنقل ... والاعلال والامر
خليجيون ما حاضوا ... ولا باتوا على طهر
الخليجي الذي لا يغسل استه ما حاضوا اي ما تطهروا رأوا من حكمة خرط القلادات مع الغدر واهل بغداد يقولون لمن ألحد فلان قد عبر يعنون انه قد عبر جسر الاسلام وقيل لبعضهم هل عبرت فقال ولدت في ذلك المكان يكنى عن انه لم يزل كذلك فاذا كان نذلاً خسيساً قيل هو ثامن أصحاب الكهف لان الله تعالى يقول في قصتهم وثامنهم كلبهم " فاذا " كتنوا في عداد البهائم والانعام قالوا كما قال الشاعر
الست من ذكر الذي ذكره ... في سورة الجمعة والنحل
يعني قول الله تعالى في سورة الجمعة كمثل الحمار يحمل اسفارا " وفي " سورة النحل والخيل والبغال والحمير لتركبوها " فاذا كل " اكولاتهما قالوا فلان ملتهب المعدة وكان في أحشاءه معاوية " فاذا كان " سيئ الادب في المؤاكلة قالوا تسافر يده على الخوان ويرعى ارض الجيران " فاذا كان " خفيف اليد في الطر والسرقة قالوا هو أخذ يد القميص ويد القميص هو الكم والسارق يقص كمه ويخففه ليكون أقدر على عمله قال الفرزدق في عمرو بن هبيرة
أوليت العراق وساكنيه ... فزارياً أخذ يد القميص
وقال ايضاً هو من ابيات المعاني
أظنك مفجوعا بربع منافق ... تلبس أثواب الخيانة والغدر
وانما كنى عن ان يمينه تقطع فيذهب ربع اطرافه " فاذا كان " غير نظيف البدن مغفلا لتعهده قالوا فلان أظفار حمى وازرة مرعي ومستجاد لابي نواس قوله
من ينأ عنه مصاده ... فمصاد زنبور ثيابه
" وللصاحب "
وحوشه ترتع في ثوبه ... وظفره يركب للصيد
" ومن " كنايات العامة في هذا المعنى قولهم يعرض الجند " وقذ " أجاد سعيد بن حميدفي الكناية عن الصنان بقوله البي هفان
أمسى يخوفني العبدي صولته ... وكيف آمن بأس الضيغم الهصر