فلو كان ما تعطيه من رمل عالج ... لا صبح من جدواك قد نفد الرمل
وباريت وبل الغيث والغيث وابل ... فدام ندى كفيك وانقطع الوبل
لنا الحمد لله ملك إذا أتاه السائلون. وقصده الآملون. جرى في وجهه القمري البشري ماء البشرى. وبشرهم بالأمان من الدهر. ووقعت نعماه منهم مواقع القطر من البلد القفر. وكيف لا يكون كذلك وقد خلقه الله من طينة الجود. وجعل راحته راحة المنجود. فليس يؤثر غير الجود بالموجود. وكأنه والجود من عود. ولو كان ما يعطيه رمل عالج لنفد الرمل. ولو بارى الوبل لا نقطع الوبل. فسقى الله أخلاقه أشباهها من سيل المزن ولا زالت لتسيهل الحزن وتكشف الحزن.
" اخرى في حل قول ابي تمام "
هو البحر من أي النواحي اتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو انه ... ثناها لقبض لم تجبه أنامله
" وقول زهير "
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
" وقول منصور بن بادان "
ما قال لاقط من جود أبو دلف ... الا التشهد لكن قوله نعم
" وقول الآخر "
سألت الندى والجود حران أنتما ... فقالا جميعاً أننا لعبيد
فقلت ومن مولاكما فتطاولا ... علي وقالا خالد بن يزيد
مولانا الملك خوارزم شاه أدام الله ملكه وأعز نصره. بحر لجته المعروف. وساحله الجود المعروف. ولقد عودته بسط الكف فواضله. فلو أراد قبضها لم تجبه أنامله. وكلما سئل انشرح صدره. واهتز عطفه وترجم عنه يسره. وقرئت في وجهه صحيفة الهشاشة. وتهلهل منه هلال البشاشة. وبرقت بارقة السرور فيه. حتى كأنه يعطى ما يعطيه. فأقواله نعم. وأفعاله نعم. والناس عبيد إنعامه وإحسانه. ولولا التشهد لما اجرى لا على لسانه. ولقد سألت الندى والجود. فقلت لهما. اخبراني عنكما. احران أنتما. فقالا ما نحن إلا عبدان حقاً. ومملوكان رقا قلت ومن مولاكما. فآخذتهما العزة بالكبر. وجرا على أذيال التطاول والفخر. وقالا من تطيب بذكره الأفواه. ولا ترى له الأشباه مأمون بن مأمون خوارزم شاه فحين قرع سمعي ذكر الاسم العالي وليت وجهي نحو حضرة المعالي. وفرشت الارض بيدي فرشاً ونقشت التراب بفمي نقشا. وقلت رب عبوديه. خير من حريه. ورب رق. افضل من عتق. فلا زلتما من ممالك ذلك الملك ما دارت نجوم السماء في الفلك
" رسالة في حل قول الشاعر "
يا ذا الذي لم تزل يمناه مذ خلقت ... فيها الباغي النوال العل والنهل
ان كنت مسدى معروف إلى رجل ... لفضل ود فاني ذلك الرجل
فامنن علي بفضل منك ينعشني ... فأنني شاكر للعرف محتمل
أنت أيها الامير أطال الله بقاك بحر يجود على آمليه من غير علل ويسقي وارديه عللا بعد نهل. فإن كنت مسدى معروف. إلى رجل ملهوف. قد وقف على مودتك أجزاء نفسه. وفرش لمحبتك جوانب صدره. فأني ذلك الرجل الموصوف بموالاتك المعروف بمشايعتك وأنت أعلا عينا وما يراه من المن بثمرة من ثمار فضلك تنعشني من سرعة الفقر. وتستنقذني من أنياب الدهر. عالماً باني الشاكر للصنيعة الحافظ للوديعة انشاء الله تعالى " اخرى في حل قول الأعرابي لمعن بن زائده "
اصلحك الله قل ما يبدي ... واجتاح مالي العيال اذ كثروا
افراخ عش بمجهل قذف ... كانوا بخير ما اعتادهم ضرر
انحى عليهم دهر بكلكله ... فأرسلوني إليك وانتظروا