" فصل في الكناية عن خروج اللحية مدحا وذما " كان ابو نواس يقول تزودوا من لذة لا توجد في الجنة يكنى عن اتيان المختطين لان اهل الجنة جرد مرد كلهم " وفي كتاب " لباب الاداب فلان قد غلفته يد الحسن وقد احرقت فضة خده وطرز ديباج وجهه " ومن " أحسن ما احاضر به في الكناية عن خط اللحية قول بعض المولدين
كتاب من الحسن توقيعه ... من الله في خده قد نزل
وما أظرف ما كنى عنه الصاحب بزغب الحسن في قوله
هل زغب الحسن به ضائر ... والقمر التم به يقمر
انشدني بديع الزمان لنفسه من أبيات
كن كيف شئت فانني ... قد صغت قلبا من حديد
وجلست انتظر الكسوف ... وليس ذلك بالبعيد
وانما كني بالكسوف عن خروج اللحية كما قال الآخر
واها لبدر قد كسف ... أسفا وهل يغني الاسف
ومن بديع الكناية وخفيها في هذا الفصل قول القاضي ابي الحسن علي بن عبد العزيز
قد برح الحب بمشتاقكا ... فاوله احسن اخلاقكا
لا تجفه وراع له حقه ... فانه آخر عشاقكا
يكني غن قرب خروج اللحية أو خروجها وانه لا عاشق له بعدها " الباب الثالث في الكناية عن بعض فضول الطعام وعن المكان المهيأ له " " فصل في مقدمته " قرأت في المستنير ان يحيى بن زياد ومطيع بن اياس وحماد عجرد اجتمعوا في مجلس يقصفون ومعهم رجل كان ينادمهم فخرجت منه ريح لها صوت فاستحيا ولم يعد اليهم فكتب اليه أحدهم
امن قلوص غدت لم يؤذها أحد ... الا تذكرها بالرمل أوطانا
خان العقال لها فانبث اذ نعرت ... وانما الذنب فيها للذي خانا
منحتنا منك هجرانا وتقلية ... وغبت عنا ثلاثا لست تغشانا
خفض عليك فما في الناس من احد ... الا واينقه يفلتن أحيانا
وعرض مثل ذلك لجارية تغني في مجلس فيه الجماز فاحبت ان تنظر ما عنده فقالت أي شئ تشتهي ان اغنيك فقال غنى
يا ربح ما تنصفين بالدمن ... كم لك من محو منظر حسن
فضحكت وعلمت انه قد أخس بذلك " وعرض " مثل ذلك لرجل في مجلس الصاحب فاستحيا وانقطع منه فكتب اليه الصاحب
يا ابن الحصيري لا تذهب على خجل ... لحادث كان مثل الناي والعود
فانها الريح لا تستطيع تحبسها ... اذ لست أنت سليمان بن داود
" وعرض " مثل ذلك لفتى في مجلسه ليلا فقال له الصاحب يا صبي لا تنم فخجل وقال هذا صرير التخت فقال الصاحب احسب ان يكون صرير التخت " ومن " مليح ما سمعت في هذه الكناية حكاية ابي عبد الله بن الحجاج وهي انه دعا مغنية كان يتعاشق لها فلما حصلت عنده ليلا ودارت الكؤوس نعس فتفرقع ظهره وهي قاعدة فغضبت وانصرفت فكتب اليها من الغد
قد غضبت ستي وقد انكرت ... فرقعة تعرض في ظهري
وليس لي ذنب ولكنني ... اصر بالليل ولا ادري
فليت شعري وهي غضابة ... من جحرها اضرط أم جحري
" فصل في عاقبة الاكل "