امسست شبلك في حق الهدى الماً ... لولا التقى لسفكنا فيه الف دم

جلوت سيفا ليرتاح الشجاع وقد ... شذبت غصن لينمى قامة النسم

كما لا احب ان احدا كنى عن احتلام الغلام باحسن من قول ابراهيم بن العباس في المنتصر وهو اذ ذاك ولي عهد

هذا هلال العهد قد ... اقمر بالمنتصر

ولي عهد الناس وابن ... امام البشر

يا ليلة نعدها ... مضت لنا من صغر

ابدت هلالا وانجلت ... مع صحبها عن قمر

" ومما يكنى " به عن القلفا قول دعبل

ما زال عصياننا لله يوبقنا ... حتى دفعنا الي فتح ودينار

إلى عليجين لم تقطع ثمارهما ... فقد طال ما سجدا للشمس والنار

" ومن ظريف " الكناية عنها ما قاله ابو سعيد بن دويست في غلام اتهم بمجوسي

عجبت من حسنك يا جوهري ... ومن مخازي فعلك المنكر

تترك ما يقشر من فولنا ... تبلع الفول ولم يقشر

" فصل في الكناية عن الغلام " الذي عبث به ووصف فراهيته وسائر أوصافه.. يكني عنه بالعلق والمطبوع والمعاشر والمواسى " ويقال " فلان يجيب المضطر إذا دعاه وهو من مكروه الاقتباس الذي نبهت عليه في كتاب الاقتباس من القرآن وفلان من الباب كما قال ابن طباطبا

عند صديق لنا من البابه ... يهيج للمسهام اطرابه

وفلان من شرط يحيى بن أكثم كما قال الاستاذ الطبري

يدور بها ساق تدور عيوننا ... على عينه من شرط يحيى بن أكثم

ويحيى بن أكثم مشهور باللواطة " وقد أحسن " القاضي علي بن عبد العزيز في الكناية عن شرط اللاطة بقوله من قصيدة كتبها إلى ابي القاسم علي بن محمد الكرخي

فان يك قد سلا وثناه عني ... رضاع الكأس أو ظبي ربيب

تسلطه النفوس على هواها ... وتعطيه أزمتها القلوب

باعطاف تباح لها المعاصي ... وألحاظ تحل لها الذنوب

فلى كبديه حرى وقلب ... على ما فيه من كمد طروب

ومن ملح ابي نواس في هذا المعنى قوله

مر بنا والعيون ترمقه ... تجرح منه مواضع القبل

أفرغ في قالب الجمال فما ... يصلح الا لذلك العمل

ولابي سعيد دوست في ذكر ذلك العمل

تعلقته علقاً كاللحم الجمل ... وهذا الربيع آوان الحمل

فرأيتك مولاي في غيره ... إذا ما نشطنا لذاك العمل

وعلى ذكر ذلك العمل فان ابا الحسن بن فارس أنشد لرجل بشيراز يعرف بالهمداني وقد عاتب رجلاً من كتابها على حضوره طعاما مرض منه

وقيت الردي وصروف العلل ... ولا عرفت قدماك الزلل

شكا المرض المجد لما مرضت ... فما نهضت سليما أبل

لك الذنب لا عتب الا عليك ... لماذا اكلت طعام السفل

طعاماً يسوي ببيع النبيذ ... ويصلح من جذر ذاك العمل

" ومن كنايات " الصوفي في هذا الباب قولهم للغلام الصبيح شاهد ومعناهم فيه انهم لحسن صورته شهيد بقدرة الله عز اسمه على ما يشاء " ويحكي " ان اصحاب ابي علي الثقفي تحلو لفظة الشاهد بين يديه هيبة له فتواصوا فيما بينهم ان يقولوا للغلام الصبيح حجة فاتفق انهم صحبوه في بعض الطريق فترأى لهم من بعيد غلام فقال أحدهم حجة وهو يظن انا ابا علي لا يفطن لمغزاه فلما قرب الغلام منهم كان غير مليح فالتفت ابو علي اليهم وقال داحض " وسمعت " بعض الفقهاء ينسب هذا الحكاية إلى ابي اسحق المروزي ونظيرها ما يروي ان شبانا مشوا مع ابن المنكدر فكانوا إذا رأوا امرأة جميلة قالوا بينهم قد ابرقنا وهم يظنون ان ابن المنكدر لا يفطن لمغزاهم فرأوا قبة مجللة فقال أحدهم بارقة وانكشف جلال القبة عن امرأة قبيحة فقال ابن المنكدر يا اخي هذه صاعقة " ومن مليح " الكناية عن الغلام المخنث قول سعيد بن حميد

الست ترى ديمة تهطل ... وهذا صياحك مستقبل

وهذا المدام وقد راعنا ... بطلعته الشادن الاكحل

فبادر به وبنا سكره ... تهون اسباب ما اسأل

فاني رايت له طره ... تدل على انه يفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015