والا فاطرحني واتخذني ... عبدواً اتقيك وتتقيني
اراك يا مولاي تواخيني فتداجيني. وتصافيني فتصاديني وتصادقني فتنافقني. وتعاشرني فتكاشرني. فاما ان تكون اخي بالحقيقة. وتبذل لي من لسانك اوكد الوثيقة. والا فاتخذني عدواً اتقيك وتتقيني. ولا ارتجيك ولا ترتجيني. والسلام " فصل في حل قول الشاعر "
كفى حزناً ان لا صديق ولا اخ ... يفيد غنى الا تداخله كبر
والا التوى أو ظن انك دونه ... وتلك التي جلت فما معها صبر
فلا نال فوق القوت مقدار ذرة ... صديق ولا اوتى على عسره اليسر
وما ذاك الا رغبة في اخائه ... والا حذار ان يميل به الهجر
كم من اخ لي يكون صديقاً. ما دام مضيقاً. فهو يصادق ويرافق. ويوافق ويطابق. فما هو الا ان يفيق من سقم الفاقه. ويخلع ثوب الاضاقة. وتتسع مواد ماله. وتتفرع شعب حاله حتى يجر ذيل التيه على اخيه. ولا يرقب ذمة الخلة فيه. وينزل نفسه منزلة المجل. ويظن اخاه دونه في المحل. وتلك التي يضيق بها الصدر. ولا يتسع لها الصبر. فلا ايسر صديق بعد عسرة. ولا نال فوق القوت مثقال ذرة. وما هذا الدعاء الا لا ستبقاء اخائه. واستدامةصفائه. والحذر من ان يذهب به الهجر في كل مذهب. ويركب من الاستطالة والكبر كل مركب
" رسالة في حل قول البسامي "
بيتي احب إلى من ... بيت الخليفة والوزير
فاذا اكلت كسيرة ... وشربت من ماء الغدير
فانا الخليفة لا الذي ... يعلى به أعلى السرير
ان القليل إذا صفا ... وكفى ينوب عن الكثير
عاتبتني يا سيدي ومولاي ادام الله عزك على الرضى بالكفاف. والتقاعد عن خدمة الملوك والاشراف. كانك لا تعلم اني اتخذت القناعة صناعة. واسررتها بضاعة. ورأيت العزلة عزة منيعة. ولزوم البيت منزلة رفيعة. وبالله ان دويرتي على صغر فنائها. وقصر بنائها. وضيق معاشي. وقلة رياشي. احب الي. وآثر لدى. من دار الخليفة وهي اخت الجنة التي تخجل منها الدور. وتتقاصر لها القصور. ومن دار الوزير التي تشتمل على ما تشتهي النفوس وتلذ العيون. فاذا استقررت في داري. ولبست اطماري. واكلت كسيرة من الحلال. وشربت فطيرة من الزلال. فانا الامير. لا من يستقل به السرير. وانا الخليفة لا من تدين له الخليقة. ومن مذهبي ان ما صفا وكفى من اليسير. ينوب مناب الجم الكثير. والسلام " اخرى في حل قول عبد الله بن طاهر "
كيف عيش امرئ له كل يوم ... علم دون بلدة منشور
وإذا الريح حركت صوت طبل ... من بعيد فقلبه مذعور
يا غنيا عن العساكر والبع ... ث هنيأ لك المقيل الوثير
من له كسرة يعيش عن النا ... س غنيا بها فذاك الامير
ارى الرعايا يحسدون الرعاة والولاة إذا رأوا محاسنهم. ويغبطون السادة والقادة إذا تمنوا اماكنهم. ولا يعملون ما في ظاهر احوالهم. من باطن اهوالهم. وما في تلك المراتب المنيفة. من المعاطب المخفية. ويغفلون عما في بياض النعماء. من خمرة الدماء. وفي خفض العيش. من معرة الجيش. وما عيش من يتعرض للبلاء. ويتحكك باللاواء. في استفتاح بلاد الاعداء. فله كل يوم اعلام منشورة. واسياف مشهورة. فاذا نطق الطبل خفق قلبه. وإذا ارتفعت الضجة طار لبه. فيا ايها المستغني عن قود العساكر عموماً وخصوصاً. وعن تعبية الجيوش بنياناً مرصوصاً. ويا من كفاه الله مقارعة السيوف. ومشافهة الحتوف. هنيأ لك الظل الاثير. والمقيل الوثير. واعلم ان من له كفافا وعفافا وقد صفا شربه. وامن سربه. فهو الامير وان لم تخفق عليه الرايات. ولم تتصل له الولايات. والسلام " اخرى في حل قول الخليل بن احمد لسليمان بن حبيب بن المهلب "
ابلغ سليمان اني عنه في سعة ... وفي غنى غير اني لست ذا مال
الفقر في النفس لا في المال نعرفه ... كذاك امر الغنى في النفس لا المال
ان كان ضن سليمان بنائله ... فالله اكرم مسؤل لسأل
" وقول منصور الفقيه "
كل من في هذه الدن ... يا من الناس قليل
واقل الناس من لم ... يرضه منها القليل