لست اهجر مولاي ايده الله كفراً لنعمته التي اثقلت ظهري. وملأت صدري. وهل يرتجى بالكفران. زيادة الاحسان. ولكني كلما امتطيت مركب الشوق إلى طلعته. وابتسم لي ثغر الامل في زيارته. افاض على من سحائب بره. ما يعجزني عن بلوغ شكره. فألبس قناع الحياء والتذمم. واذهب مع الخجل من تواتر ما به التنعم. واسلك طريق التعذير. واقرع باب التقصير. وها انا قد قعدت عن خدمته. بقلب قائم إلى حضرته. وتأخرت عنه بنية متقدمة في موالاته ومشايعته. واقتصرت على التسليم في كل شهر مره. وربما لم ازر في الشهرين الازوره. فان زادني افضالاً. زدت اخلالاً. وان جرى على عادته في البر. استمررت على رأيي في الهجر. فلم نلتق إلى الحشر. والسلام
باب
" رسالة في حل قول الحسن بن وهب للمتوكل وهو وسليمان اخوه " " في حبسه "
اقول والليل ممدود سرادقه ... وقد مضى الثلث منه اوقد انتصفا
يا رب ألهم أمير المؤمنين رضي ... عن خادمين له قد شارفا التلفا
إما يكونا اساءآ في الذي سلفا ... فلن يسيئا بحمد الله مؤتنفاً
سخط مولانا ادام الله تأييده سخط الروح على الجسد. وقطع الكبد بيد الكمد. وقد اظلني من ذلك ما اراني ضياء الدنيا ظلاما. وصور نور الشمس في عيني قتاما. وكم من ليلة سرادقها ممدود. وباب صبحها مسدود. أحييتها بالدعاء. وهي تميتني بالبكاء. وحين مضى صدرها. وانقضى شطرها قلت وقد لبست ثوب الخاشع واستوفيت شروط الخاضع. ونسيت عهد الهجود. وانا في السجود. يا علام الغيوب. ويا ستار العيوب. ويا غفار الذنوب. ويا مقلب القلوب. صل على محمد خير من افتتحت بذكره الدعوات. واستنجحت بالصلاة عليه الطلبات. وألهم خليفتك في ارضك. وامينك على خلقك. الرضى عن عبدين له مسكينين. وللاعتراف بذنوبهما مستكينين. قد بارزت صروف الايام لافتراسهما. واسرعت انيابها لانتهاسهما. فهما على شرف. وتعرض تلف. ولئن كان كل منهما اذنب واستوجب العقاب. انه قد تاب واعتذر وأناب. والاعتذار. يوجب الاغتفار. والتوبة. تهدم الحوبة. وان اسآء فيما مضى من دهره. فلن يعود للاسآءة فيما بقي من عمره. ان شاء الله " اخرى في حل قول ابي قابوس النصراني في ترقيق قلب الرشيد على الفضل بن يحيى البرمكي "
امين الله هب فضل بن يحيى ... لجودك ايها الملك الهمام
امين الله حسبك ان فضلا ... رضيعك والرضيع له ذمام
يا امين الله على خلقه. وظله في ارضه. وياايها الملك الذي تخدمه الاملاك. وتساعده الافلاك. هب الفضل بن يحيى لله ثم لفضلك. وشرف اصلك. وعلو محلك. فانه رضيعك وحق الرضاع. لا يضاع. وخادمك والخدمة لها حرمة. وزيرك والوزارة لها ذمة. ولاتضيقن عنه يا امير المؤمنين بسعة حلمك ولا تكدرن عليه صفو عفوك. فعفو الملوك أبقى للملك. ومن عفا واصلح فاجره على الله " اخرى في حل قول الشاعر "
ان تعف عن عبدك المسيئ ففي ... عفوك مأوى للفضل والمنن
اتيت مااستحق من خطا ... فجد بما تستحق من حسن
" وقول عبد الله بن عبد الله بن طاهر "
فهبني مسيئاً كالذي قلت ظالما ... فعفوا جميلا كي يكون لك الفضل
فان لم اكن للعفو منك لسؤ ما ... اتيت به اهلا فانت له اهل
" وقول الآخر "
اغتفر زلتي لتحرز فضل الشكر ... مني ولا يفوتك اجري
لا تكلني إلى التوسل بالعذ ... ر ولعلى ان لا اقوم بعذري
الاصاغر يهفون. والاكابر يعفون. وفي عفو سيدنا ادام الله الله تأييده عن عبده. مأوى للفضل الذي هو من عنده. وقد أتيت بما استحقه من الخطا والسو. فليأت بما يستأهله من العفو المرجو. وليهبني مسيئاً كما قال. فهلا اقال. وهلا احسن وأجمل. وعفا وافضل. حتى يكون له الفضل المذكور. والعفو المشكور. فان لم اكن اهلا للجميل مع سوء ما اتيت. وقبح ما جنيت. فهو له اهل مع كرمه البارع. ومجده الشائع. وحقيق عليه ان يغتفر زلتي. ويقيلني عثرتي. ويجمع في الصفح عني بين الشكر والاجر. ولا يكلني إلى التوسل بالعذر. فلعلى لا اقوم به وقت الحاجه. وفي موقف المحاجه. والسلام " اخرى في حل قول الآخر "