يا أسفي لو كان يغنى الأسف. ويا لهفي ان كان يجدي اللهف: على عامين استغرقتهما في صحبتكم. وانفقتهما على خدمتكم. ولي من كربة الغربة صاحب واليف. ومن رجاء فسيح الأرجاء باعث وحليف. الغرور مكنون. والجنون فنون.. فلم احظ منكم بنائل ولم احل بطائل. ولم أنل ما يغني عني ريش الطائر. بل تعلمت كيف يكون ذل الفقر. وكيف يصول جور الدهر. والى الله المشتكى لا منه. وفيه تعالى عوض عن كل ذاهب. وخلف من كل فائت. فله الحمد على افضاله. وصلاته على النبي محمد وآله " اخرى في حل قول الأستاذ ابي بكر الخوارزمي "
الا من بلغ الأستاذ اني ... أنا الصمصام اغمده الحياء
أنجدت والسباخ لديك مرعى ... ونظمأ والسراب لديك ماء
يطرقنا الزمان وكل يوم ... لنا خطب خواشيها البكاء
وكنت وعدتنا نظراً فابطا ... وقد تتبلغ الخيل البطاء
فان عز القضاء لديك يوماً ... فموجود لدينا الاقتضاء
ويرضى بالرجاء سواي قوم ... وما عندي لحكمهم ارتضاء
فان أخا الرجاء على يقين ... من البلوى وفي القرح امتراء
وشر المرتجين أخو مطال ... يعمر في جوانبه الرجاء
إذا اضحى فموعده مساء ... وان امسى فموعده ضحاء
وهذا العتب واسطة ولكن ... لها طوقان مدح أو هجاء
وبين النجح والتعويق حد ... وقنظرة يقل لها السخاء
فلا تشك القضاء فليس يشكو ... مسيىء نفسه أنت القضاء
ترفق بالامير فكل شيء ... تنال به المنافع كيمياء
أطال الله أعمار المعالي ... وذلك ان يطول لك البقاء
ولا زالت تمد إليك كف ... بضاعتها ثناء أو دعاء
وان رضي الزمان بمثل روحي ... فداء عنك فهي لك الفداء
قلبي اطال الله بقاء سيدنا الاستاذ. ملان من عتب عليه يكثر له العتاب ويضيق عنه الكتاب. ولكن لساني وان كان سيفاً جساماً. وصارماً صمصاماً. فقد اغمده الحياء من جلالة سيدنا ونبله. وحشمة ما اتصوره من ارتفاع مقداره ومحله ويا عجبي كل العجب من اجدابنا في جواره. وظمئنا على القرب من داره. والسباخ لديه مرعى نضير. والشراب عنده ماء نمير والزمان يتطرقنا بحدة ظفره. ولؤم ظفره. ويغير علينا بحوادثه وغيره. ويعرضنا على نوب يليها نوب. وخطوب لنا فيها خطب. حواشيها بكاء يفض عقود الدموع. واشتكاء ينطق عن النار بين الضلوع. وقد كان ايده الله وعدنا من حسن نظره لنا ما كان الظن به جميلا. وانتظرناه طويلا. فابطأ وقد تتبلغ الخيل على بطئها. وتطوي المنازل مع قصر خطوها. فان عز لديه القضاء. فموجود لدينا الاقتضاء. وان دام منه التغاضي دام منا التقاضي. وغيري من يرضى بالرجاء. ويميل فيه إلى الارتضاء. لان اخا الرجاء على يقين من البلوى. وفي شك من الفرج والجدوى. وشر المأمولين من يكثر مطله ويشتد. ويطول عمر الرجاء بحضرته ويمتد. فاذا اصبح جعل الموعد رواحا. وإذا راح صيره صباحا. ومعلوم ان العتاب واسطة لها طرفان. مدح أو هجاء يسيران في البلدان. ويكشفان عن الاساءة والاحسان. وبين النجاح والسراح والتعليق والتعويق قنطرة ماؤها دواء وريحها رخاء. واسمها سخاء. فلا يشكون سيدنا ادام الله تأييده القضاء. فيشكو نفسه. ويغالط حسه. لانه السلطان. وهو القضاءوالزمان. مما اسأله ان يترفق كالامير اطال الله بقاه فيهز عطف كرمه. ويستمطر لي سحاب نعمه. فكل ماء سكن العطش ماء. وكل ما ينال به المنافع كيمياء. والله اسأل الله ان يطيل اعمار المعالي بطول عمره. وعلو قدره وامره. لا زالت احواله مسعودة مغبوطة. والآمال به منوطة. والا كف بالثناء عليه والدعاء له مبسوطة. ولا زال جمالا لهذا العالم بقاءه ولقاؤه. وان رضي الزمان بروحي فداء له فداؤه ووفاؤه " اخرى في حل قول الشاعر لابي دلف القاسم بن عيسى "
ابا دلف لم يبق طالب حاجة ... من الناس غيري والمحل جديب
يسرك أني أبت عنك مخيباً ... ولم ير خلق من نداك يخيب
واني صيرت الثناء مذمة ... وقام بها في العالمين خطيب