" اخرى في حل قول القائل "
قل للأمير وما بالحق من باس ... دع عنك ضربك أخماسا لأسداس
من اثنتين فلا تبخل بواحدة ... أما النوال وأما راحة اليأس
حقيق علي أيد الله الامير ان لا أقول غير الحق. ولا يجري بناني بغير الصدق. وما منهما الأمر عاقبته حلوه. وثقيل ثمرته خفه وعندي نكتة من عريضه. وقصيرة من طويلة. وهي ان ضرب الأخماس للأسداس. ليس من فعل كرام الناس. فاما ثمرة النجاح واما روح الياس. واقول ما قال الله المنان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان " اخرى في حل قول الشاعر في يحيى بن خالد البرمكي
رأيت يحيى أدام الله دولته ... يأتي من العرف مالم ياته احد
ينسى الذي كان من معروفه أبدا ... إلى العفاة ولا ينسى الذي يعد
سيدنا أطال الله بقاه فرد الأنام واوحد الكرام. فأيامه ربيع مريع. وجوده غريب بديع. فهو يطوى ما تقدم من الإحسان في أثناء الغفلة والنسيان. ويذكر ما يسبق من وعده حتى ينقشه في فص صدره. ويصرف إلى إنجازه جميع فكره. فكأنه قد نظر في سير مولانا الملك خوارزم شاه أدام الله ملكه وأحاط بجلائل نعمه. ودقائق كرمه. فتخلق بخلقه. وجري في طرقه. ولعمري ان من تدبر أخباره. وتبصر آثاره. وعلم ان الكرم مأمولي. لا برمكي. والجود خوارزم شاهي. لا حاتمي. وعرف انه لولا عجائب صنع الله. وبدائع لطف الله. لما نبتت تلك المكارم في لحم. ولا امتزجت تلك الفضائل بدم. ولا اجتمعت تلك المحاسن في شخص. ولا انتظمت تلك المفاخر في نفس. فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وسبحان خالق مأمون بن مأمون " اخرى في حل قول الشاعر "
تدعو الضرورات في الأمور ... إلى إستعمال ما لا يليق بالأدب
وحيرة المرء في تقلبه ... تدعو إلى ان يلج في الطلب
سيدنا أطال الله بقاه يعلم ان الضرورة. تبيح المحظورة. وتنقض المروة. وترفض الفتوة. وتدعو المرء إلى ما لا يحسن به. ولا يليق بحسبه وادبه. كما يعلم ان فرط التحير. يمنع من واجب التخير ويحمل الحيي على الوقاحة. حتى لا يبالي بالقباحة. أعاذ الله سيدنا من كل ما يجري على خلاف إيثاره. ويحول بينه وبين اختياره وقد اجتمع علي أدام الله تأييد سيدنا من الضرورة العنيفة والحيرة الشديدة. ما رخص لي في الإلحاح الذي ليس من خلائقي. وبعثني على الالحاف وما كان من طرائقي. وسيدنا أدام الله أيامه. أعلا عيناً فيما يراه من مداواة حالي بطب كرمه. وامساك رمقي بقطرة من ديمه " أخرى في حل قول الآخر "
اطال لك الله السلامة والبقا ... وزادك في الدنيا علوا ومرتقى
بعثت رسولي وهو حامل رقعتي ... فرأيك فيما قلت امس موفقا
يلقى الشيخ اطال الله بقاه. وادام في المعالي ارتقاه. برقعتي من هو رسولي. في تحصيل سولي. فرأيه في اعادة ظني مصدقاً. وصرفه بالنجاح موفقاً. ان شاء الله تعالى " اخرى في قول الشاعر لعبد الله بن طاهر "
ماذا أقول إذا سئلت وقيل لي ... ماذا اصبت من الجواد المفضل
ان قلت اعطاني كذبت وان اقل ... ضن الامير بماله لم يجمل
فاختر لنفسك ما أقول فانني ... لابد اخبرهم وان لم اسأل
أنا أطال الله الامير ناهض النيه. راحل العزيمة. مسافر الهم والعقيده ولم يبق الا المسير. ومن الله التيسير. ولست ادري ما الذي اقول إذا عاودت اوطاني وسلطاني. وشاهدت خلاني واخواني. وسألوني عن حالي بحضرته. وحظي من ثمار خدمته. فان قلت حصلت في الجنان الخصيبة من نعمته ودرت علي سحابة صلته. كذب لسان حالي لسان مقالي ولم تثن عليه حقائبي واحمالي. وان قلت ان الامير ادام الله تأييده قد ضن. ولم يحقق الظن. كنت وصفت البدر بأن لا يلوح. والمسك بأن لا يفوح. والبحر بأن يغيض. ولا يفيض فانا واقف حيث يقف بي اختياره. من الشكر أو الشكايه. ويرتضيه لي ايثاره. منالثناء أو الاستزاده. فان رأى أعلى الله رأيه ان يطلق لساني باجمل القولين فيه. ولا يكلني الا إلى احسن الظنين به. فعل ان شاء الله تعالى " حل الجواب عنها "
عاجلتنا فاتاك عاجل برنا ... قلا ولو أمهلتنا لم يقلل
فخذ القليل وكن كأنك لم تقل ... ونكون نحن كأننا لم نفعل