لهم منازل في قطعة واحدة أحاطوها بسور له ثلاثة أبواب يغلقونها مساء.
وفي سنة 1811 أعطتهم الحكومة الحرية وحق السكنى في أية نقطة من المدينة، وأغلبهم يشتغل بأرباح الأموال، ومنهم الخواجة روتشلد وأولاده المشهورون بالغنى والثروة في أنحاء البسيطة، ولهم بنوك بأغلب عواصم الممالك، وكانت هذه العائلة في ابتداء أمرها فقيرة إلى أن قام فيهم أبوهم روتشلد في أوائل هذا القرن، واحتال في الكسب والربح حتى حصل على مقدار عظيم، وفي تلك السنين تصادف أن
عاث نابليون في ممالك ألمانيا، وعزل أغلب ملوكها وولّى كثيراً من أقربائه وأصحابه عليها، ومن ذلك أنه استولى على مملكة يقال لها هسن كسل وأخرج ملكها صُفْرَ اليدين من ماله وملكه، فانتهز ذلك الملك الفرصة فيما بعد وأقرضه روتشلد المذكور قدراً عظيماً من الدراهم بفوائد كبيرة حتى إذا عاد إلى ملكه وفَّاه أموالها وأرباحها، فكان ذلك سبباً في اتساع رأس ماله، وقامت أولاده من بعده بأشغال البنوك وأنشأوا لعائلتهم قانوناً مخصوصاً بأن جعلوا الوراثة في الذكور، أما الإناث فخصصوا لهن مقداراً معلوماً يكفل براحتهن.
وحين نالت العين من تلك المدينة المنال حركت عصا الترحال، فبارحتها في الباخرة البرية والسائحة الجوية، حتى