ومنهم السائح الشهير الحسن محمد بن الوزَّان الغرناطي الذي ادعته لهم الإفرنج وسموه ليو أفريكانوس ولد في إسبانيا سنة 1487 ميلادية وتُوفي سنة 1526 من أبوين مغربيين مسلمين، وانتقلا به وهو صغير، وتوطنا في فاس، ثم رافق خاله إلى تمبكتو، ثم أخذ بعد ذلك في السفر فجاب مملكة فاس ومراكش، ودقق البحث في عادات الأهالي، وسافر بين قبائل عرب البادية مصر وداخل أفريقية، ثم سافر إلى تركيا وفارس وبلاد أخرى، ثم رجع إلى القسطنطينية بحراً فأسره الإفرنج وذهبوا به إلى رومية سنة 1517 ميلادية، فدعاه إليه البابا وقتئذ المسمى ليو العاشر، ولما رآه فيه من فضله وعلمه عين له مرتباً كافلاً لمعيشته، وسماه باسمه
تشريفاً له فقيل له ليو أفريكانوس ومعناه ليو الأفريقي.
وبعدما أتقن اللغة الإيطاليانية أقيم معلماً للغة العربية فكتب هناك رحلته الأفريقية بالعربية، ثم ترجمت إلى الإيطاليانية، وذهب بعضهم إلى أنه تُوفي برومية، ولكن الأصح ما قاله العالم الجرماني المسمى ودمنستات وهو عالم بالأمور المشرقية من علماء القرن السادس عشر الميلادي، حيث قال أنه بعد موت البابا عاد إلى تونس ورجع إلى الإسلام.