والصناعية، ومن الغريب أن تلك المأثرة لم تكن تابعة للحكومة بل أقامتها الأهالي وصرفت لأجلها الدرهم والدينار حفظاً لآثار بلادهم، وأنعم بذلك من مقصد جميل، وأكرم بها من همة عالية!
ثم بارحت تلك المدينة مسروراً بما أرتني منها، وزيادة على ذلك يجدر بها أن تتباهى حيث هي بلدة الصانع المشهور المسمى بطرس هيله مخترع ساعة الجيب، وكان ذلك سنة 1500 ميلادية تقريباً، ولأجل ذلك كانوا يسمون الساعات ببيض
نرنبرج لكونها كانت آخذة شكلاً بيضاوياً.
ولا يخفى أن الآلات التي تدل على الزمن كانت معروفة في الأعصر الغابرة قبل الهجرة والميلاد كالمزاول وزجاجات الرمل والتي تسير بالمياه، وأول من اخترع الساعات وسيرها بواسطة الطروس السلكية العجلية والأثقال هم العرب ولا فخر، وكان ذلك في القرن الثالث عشر الميلادي، وأول ساعة طرقت بلاد أوروبا من هذا الشكل العربي هي التي أهداها السلطان صلاح الدين إلى فريدريك الثاني قيصر جرمانيا وقتئذ، كما هو مشهور بكتب التاريخ.
هذا ولم يزل القطار بنا سائراً حتى بارحنا حدود مملكة بفاريا، وقذف بنا في حدود مملكة صكصونيا.